كان المنتخب المغربي حاضرًا بقوة، على المستوى التكتيكي، وخاصةً النفسي، خلال الفوز وديًا (2-1) على صربيا، الجمعة، في تورينو الإيطالية. كما كانت الروح الجماعية، من الأسلحة المهمة التي استعان بها المدرب، هيرفي رينارد، في المباراة. ولعب رينارد بالتشكيل المثالي، الذي اعتمد عليه في المباريات الحاسمة، خلال تصفيات كأس العالم، بخطة (4/3/3)، مع تغيير واحد، تجلى في الاعتماد على مروان داكوستا، بدلا من غانم سايس.وفاجأ المنتخب الصربي، خصمه المغربي، وشن عليه ضغطا كبيرا، ما أربك الأخير، وتعذر عليه الدخول في المباراة، حيث عانى خلال أول 15 دقيقة، بسبب الحضور القوي لمنافسه. وكان المنتخب المغربي محظوظا، نظرًا لأن الصرب لم يستغلوا سيطرتهم، وكذلك الأخطاء الدفاعية ل"أسود الأطلس"، على مستوى التدخلات، والتموقع الخاطئ. نضج وروح لعب خط الوسط المغربي دورا كبيرا، في التصدي لخطة المنتخب الصربي، عندما تمكن الأحمدي وبوصوفة وبلهندة، ومعهم زياش، من إنهاء ارتباك الفريق، حيث نجحوا في السيطرة على المباراة، سواء بالارتداد أو الضغط، إلى جانب التمريرات الحاسمة، خاصةً تلك التي كانت تخرج من زياش، إلى المرابط وبوطيب. وتجلى سلاح الروح الجماعية، الذي سجل به منتخب المغرب، نتائج إيجابية في تصفيات كأس العالم، فظهر الانسجام الكبير، وقوة شخصية اللاعبين. وأمام ذلك، تعذر على المنتخب الصربي مقارعة الأسود، ووجد صعوبة في العودة إلى المباراة. كماشة دفاعية لعب المنتخب المغربي في الشوط الثاني باحتياط كبير، وراهن أكثر على دفاع المنطقة، بدليل أن الظهيرين درار ومنديل، لم يصعدا كثيرا للأمام. وظل الرباعي الدفاعي متمركزًا في الخلف، مع دعم لاعبي الوسط، بوصوفة والأحمدي، علاوةً على بلهندة والمرابط، اللذين كانا يعودان أيضًا، كلما انتقلت الكرة للمنتخب الصربي. وكانت المباراة مفيدة للاعبي المغرب، دون شك، على المستوى التكتيكي والفني، حيث واجهوا منتخبا أوروبيا، يملك إمكانيات كبيرة. كما كانت مفيدة لرينارد، الذي دوَن مجموعة من الملاحظات، سواء الإيجابية أو السلبية، والتي سيتم دراستها، والوقوف عليها.