تأهَّل منتخب المغرب لمونديال روسيا 2018، بعد الفوز على كوت ديفوار (2-0) على ملعب فيليكس بوانيي بأبيدجان، في آخر جولات التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم. جاء صعود أسود الأطلس للمونديال الروسي، عن جدارة واستحقاق، بعدما قدموا مباراة قوية أمام ساحل العاج في عقر داره، واستطاعوا حسم المباراة، خلال 5 دقائق بهدفي نبيل درار، ومهدي بن عطية. ونستعرض أبرز المشاهد من فوز المغرب التاريخي على كوت ديفوار صلابة الأسود قدَّم المنتخب المغربي، أداءً متميزًا على مدار ال90 دقيقة، وتمكنوا من فرض أسلوب لعبهم على أصحاب الأرض، وحافظ جميع اللاعبين على تركيزهم حتى الدقيقة الأخيرة، خاصة مع استفزازات لاعبي كوت ديفوار، ما مكنهم من تحقيق النتيجة المطلوبة. التزم اللاعبون بتعليمات المدرب هيرفي رينارد بعدم التقدم المبالغ فيه وامتصاص حماس لاعبي كوت ديفوار، بالإضافة لالتزام لاعبي الوسط مثل كريم الأحمدي، وبوصوفة، وبلهندة بالعمق الدفاعي، والضغط المستمر على حامل الكرة. سد منيع خرج أسود الأطلس بالشباك نظيفة للمباراة السادسة بالتصفيات، وهو الرقم الذي لم يحققه أي منتخب أفريقي، ويرجع ذلك للأسلوب الذي يتبعه الفريق في العملية الدفاعية، بالإضافة للمستوى الكبير الذي قدمه قلبي الدفاع بن عطية، ورومان سايس. استحق الثنائي الدفاعي، كل الثناء على أدائهم بعدما أبطلوا خطورة زاها، ودومبيا، مهاجمي كوت ديفوار، ومنعوا أي كرات خطيرة من الوصول للحارس منير المحمدي، أيضًا بجانب نبيل درار صاحب الهدف الأول الذي كان ندًا قويًا للجناح الأيسر جيرفينو، طوال المباراة، ما أجبر المدرب مارك فليموت لإخراجه. حنكة رينارد تعامل المدرب الفرنسي مع المباراة بذكاء شديد، وتمكن من وضع يده على مفاتيح لعب كوت ديفوار، الذي كان يدربه قبل عامين، عن طريق غلق المساحات أمام الأجنحة، وإعطاء واجبات دفاعية أكثر للاعبي وسط الملعب، مع عدم تقدم درار، وحكيمي. استمر رينارد في قراءة المباراة بشكل رائع، خاصة في الشوط الثاني، واستغل اندفاع كوت ديفوار، في الهجوم لعمل هجمات مرتدة، كادت أن تزيد غلة الأهداف. هدفان صادمان أدى إحراز هدفي المنتخب المغربي، خلال 5 دقائق، لحدوث زعزعة بين لاعبي كوت ديفوار، الأمر الذي جعلهم يفقدون الثقة التي بدأوا بها المباراة، وتبعثرت أوراق المدرب فليموت؛ حيث لم يتوقع هذا السيناريو، خاصة وأنَّ المباراة تقام على أرضه وبين جماهيره. فأل الخير أدار الحكم الجامبي بكاري جاساما، المباراة بكل صرامة، وساعدت خبرته في التحكم بمسار المباراة، في ظل العصبية والعنف، الذي ظهر عليه أصحاب الأرض، بعد تلقي الهدف الثاني. ومرة أخرى يكون جاساما، شاهدًا على انتصار للمغرب خلال أسبوع واحد، فبعد أن أدار نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الوداد، والأهلي المصري، الذي حسمه الفريق المغربي بهدف نظيف والتتويج باللقب، ها هو يشهد على صعود المغرب لمونديال روسيا.