هناك بعض الناس الذين لايؤيدون من يتحدث عن الشعب الفلسطيني المضطهد ،ويطالبون بالحديث والتطرق لمواضيع تخص البلد الذي ننتمي إليه، لأن بلدنا حسب زعمهم أولى بالمساعدات التي تمنح للفلسطينيين وهو في أمس الحاجة لتلك المساعدات مثلا التي تقدم إليهم إما عن طريق وكالة بيت مال القدس أو بطرق أخرى ، لكني لا أوافق هؤلاء وأضم صوتي للذين يعملون بالحديث النبوي الشريف . ما روي عن النبي (صلى الله عليه و سلم) عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى” (صحيح البخاري ). فهذا الحديث الشريف أعتقد أنه ينطبق أيضا على إخواننا الفلسطينيين فنحن امة واحدة مسلمة وما يؤلمها يؤلمنا .... ، الناس اليوم فرحة ومبتهجة بالسنة الجديدة البعض يتلهف لرؤية الشهب وهي تضيء السماء ، لكن لايجب أن ننسى أنه في مثل هذه الأيام تعرض الشعب الفلسطيني لأكبر محرقة في غزة من طرف الكيان الصهيوني الغاشم الذي لبد سماء غزة بقنابل الفسفور الحارقة التي أتت على الأخضر واليابس ” طفولة ، نساء حوامل ، شيوخ .....” . حتى وكالة الاونروا، (وكالة غوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) وسيارات الإسعاف لم تسلم من هذه المحرقة . كل الجماهير المسلمة من كثرة تأثرها بما ألم بأطفال غزة خرجت في مسيرات شعبية منددة بهذه المجازر ، لكن مواقف بعض القادة المسلمين لم تخرج عن نطاق الشجب والتنديد ، ومنها من كان متواطئا مع الكيان الصهيوني ، عقدت المؤتمرات في شرم الشيخ والقمم في قطر والكويت كلها تعهدت بإعادة إعمار غزة ، لكن ذلك كان مجرد حبر على ورق ، فأطفال ونساء غزة مازالوا بعد مرور سنة على ذكرى المحرقة يسكنون في الخيام بعد أن دكت الجرافات الإسرائيلية منازلهم . عام مر على محرقة غزة وكلنا يفخر بالمواقف البطولية لقافلة شريان الحياة التي يتزعمها النائب البريطاني السابق ” جورج غالاواي ” الذي أدان ماتعرض له الشعب الفلسطيني قولا وفعلا وأتى بمساعدات من بريطانيا الى أهالي غزة ، وبمناسبة ذكرى المحرقة الأولى أتت القافلة مرة أخرى محملة بالمساعدات الى الشعب الفلسطيني لكن القافلة تعرضت لمضايقات من طرف مصر الدولة العربية التي كان من المفروض عليها أن تثمن هذه المبادرة ، ما دفع نشطاء القافلة الى الاحتجاج على هذا الموقف المتخاذل من طرف مصر ومطالبتهم لها بمنحهم تصريحا بالمرور عبر ميناء نويبع للوصول إلى قطاع غزة، لكن للأسف مصر أصرت على ضرورة توجه القافلة الي ميناء العريش الواقع على البحر المتوسط. هذا يحدث من طرف بلد مسلم كان من المفروض عليه أن يدعم المبادرة بدل وضع العصى في العجلة ، بل أكثر من ذلك ذهب الى أبعد حد إعلانه عن إقامة جدارفولاذي فاصل لحماية حدوده من طرف أشاوس غزة ، ففي الوقت الذي إحتفلت فيه ألمانيا بإندثار جدار العار الذي كان يفرق ألمانيا نجد مصربعد مرور عشرين سنة تقدم على نفس السيناريو وبمباركة من الأزهر، إنها أكبر مؤامرة يتعرض لها الشعب الفلسطيني من طرف بعض الأشقاء العرب الذين بمثل هذه التصرفات يؤيدون سياسة الصهاينة الرامية الى المزيد من ضرب الحصار على الشعب الفلسطي الى المزيد من فرض العزلة والتقتيل والإذلال . ففي الوقت الذي يعمل الغرب على تطبيق التكتلات وإزالة الحدود ، نجد أنفسنا مازلنا نتصارع في دوامة مفرغة وما خلفته مجرد مقابلة في كرة القدم بين مصر والجزائر من حرب كلامية كافية لتعلن موت مايسمى بالوحدة العربية ، الشعب الفلسطي فقد الثقة في بعض الشعوب العربية التي تسارع الى التطبيع مع إسرائيل ، الشعب الفلسطيني سينتصر بإذن الله على هذا الكيان الغاشم . وسأختم كلامي بهذه الخاطرة المتواضعة التي كتبتها بمناسبة انتفاضة الأقصى سنة 2001 . فلسطين الحبية نبضات القلب تشاركك أحزانك وآلامك في كل وقت وحين ما باليد حية حينما تعجز الأمم الكشف عن القناع والوقوف معك في السراء والضراء أين البطولة ، أين الشهامة ، أين الضمير أين وأين وأين ؟ سجنت البطولة سجنت الكفاح من أجل ماذا ؟ امن اجل وطن رفض الذل والخنوع وأعلمي ياحبيبة السلام والوئام أن للغدر نهاية وللحرية إشراقة