مازال صدى العصابات يطغى على مسامع الناس ويزيد من تخوفاتهم، لما يسمع في أرجاء المدينة من اعتداءات واختطافات متكررة، تعطي انطباعات متفاوتة على جودة الخدمات التي يقدمها جهاز الأمن، من أجل حماية المواطنين واستتباب الأمن والأمان لكونه حق لكل مواطن. (المركب التجاري المغرب الكبير) أحد الأماكن المفضلة للنشالين واللصوص تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وتبدأ هذه العصابات بالتجمع في وقت الذروة – مساءا – حين يتوافد المواطنون للتسوق ويتزاحمون في الفضاء الخارجي للمركب عند البوابة وعلى الرصيف المحيط بها. وقتها تكشف المجموعات عن أقنعتها وتبدأ في الترصد وقطع الطريق على المارة وسلبهم ممتلكاتهم من المحافظ والنقوذ، ضحية تلو الأخرى بكل حرية وطمأنينة، حتى يغلق المركب التجاري أبوابه، فتختفي العصابات لتلتقي في مكان معلوم لهم بغية تقسيم الغنائم والتخطيط لليوم التالي. (كرنيش مارتشيكا) الساعة الثامنة صباحا، حان وقت رجوع (وردة) وصديقتها من العمل إلى البيت بعد ديمومة ليلية شاقة، إذ قررتا الإستراحة بعض الوقت والإستمتاع بالهواء العليل والمنظر الأخاذ لبحيرة مارتشيكا. فجأة انقلبت الأوضاع ووجدتا نفسيهما محاصرتان بثلاث شبان، وبيد أحدهما شفرة حادة وضعها على وجه إحداهما مطالبا بالهواتف النقالة والمال الذي بحوزتهما، موهما إياهما أنه سيفقد أعصابه وسيقدم على تشويه وجهيهما إن لم يرضخا لمطلبه، ولم يكن أمامهما إلا أن يسلما كل ما بحوزتهما، هاتفين نقالين ومبلغ 60 درهم، بعد أن حاولت الفتاة الأولى أن تقاوم أحد أفراد العصابة، وقد قام هذا الأخير بلي ذراعها وكسر أصبعها – الإبهام – الذي استدعى تدخلا طبيا عاجلا. (الإستنجاد بالشرطة) بعد أن أخذ اللصوص ممتلكات الضحيتين أطلقوا العنان لأرجلهم وفروا هاربين إلى وجهة مجهولة. وفي هذه الأثناء مرت دورية للأمن وقامت إحدى الضحيتين بإيقافهم، وطالبتهم اللحاق بالعصابة بعد أن أخبرتهم بملخص الواقعة بعجالة، لكن الوقت كان قد فات ولم يستطع رجال الشرطة تقفي أثر العصابة بعد محاولة فاشلة للحاق بهم. فقررتا الضحيتين التوجه مباشرة إلى إحدى الدوائر الأمنية لفتح محضر حول الإعتداء، لكنهما تفاجأتا بعدم الإهتمام الذي قوبلتا به في قسم الشرطة، حينما طالبتا بفتح تحقيق في الموضوع ولم يستجب أحد لذلك، وطلب منهما العودة في وقت لاحق بدعوى أنهم منشغلون في أمور أخرى كما جاء في تعليق إحدى الضحيتين، وما كان لهما إلا أن غادرتا قسم الشرطة بعدم الرضى والإحساس بالنقص و”الحكرة” من طرف رجال الأمن المحترمين، الذين لم يعيروا أي اهتمام للحادثة. شارك أضف تعليقا Click here to cancel reply. الإسم (مطلوب) البريد الإلكتروني (لن ينشر مع التعليق) (مطلوب) الموقع الإلكتروني