تناولنا في الجزء الاول من هذا التحليل الاخباري عن مقاربتنا لخطاب العرش حول أعطاب الدولة المغربية..حالة مركز الاستثمار و عشرات المشاريع الكبرى التي تم طردها و طرد اصحابها بالناظور لأسباب مختلفة.. و نعود في هذا الجزء الثاني للرسالة التي وجهها الملك في الخطاب عن عدم قيام المسؤولين بتحمل تبعات مهامهم..و تغاضيهم لسبب أو لآخر عن ماكينة الفساد التي تنخر مؤسساتهم و التي تؤدي في الاخير و كما سنرى الى تعثر و تعطل المشاريع الكبرى و الملكية منها على الخصوص.. و الحالة الاكثر دلالة هنا..هي حالة تعثر مشاريع القاعات المغطاة و المسابح و معرض الفنون بالناظور و هي المشاريع التي دشنها الملك و تركها لمسؤولي عمالة الناظور الذين فشلوا على مدار السنوات الماضية في اخراجها للوجود.. و رغم ان هذا التعثر كلف ملايير السنتيمات و أخر مؤسسات ثقافية و رياضية كان من المنتظر ان تبدا عملها قبل سنوات ايضا.. فإن عمال الناظور السابقين و معهم تفتيشية وزارة الداخلية..برئوا كل المتهمين و لا يعرف أي واحد لحد الآن من اضاع كل ذلك الوقت.. و الى الآن لا نعرف ماذا سيقع في مشروع معرض الفنون قبالة محطة القطار..حيث تم هدم الورش و ادخال مقاوله السجن دون ان تقوم عمالة الناظور بأي خطوة لحد الآن لفسخ العقدة معه و استكمال المشروع.. و نفس الامر ينطبق على المقاول الذي ترك مشروع المقاطعة الحضرية المحاذي لمقر شركة "بيجو" بطريق تاويمة في منتصفه و هرب دون ان يعرف احد متى يستكمل المشروع الذي تحول الى اطلال.. و لا يزال العالمون بخبايا عمالة الناظور يتهامسون على التدبير السيئ الذي أوصل عددا كبيرا من مشاريع العمالة الى الطريق المسدود.. و اذا علمنا ان حصيلة تدبير عمالة الناظور انتجت 7 مشاريع متوقفة و متعثرة خلال السنوات الماضية من بين 10 مشاريع.. فكيف يمكننا ان نصف هذا التدبير..؟؟ و ماذا يمكن ان يقول هؤلاء للملك اذا جاء و سألهم؟؟ أو ليسوا من المقصودين برسائله في عيد العرش؟؟ و اضافة الى تعثر المشاريع الكبرى.. لا تزال بعض الممارسات المتوارثة من عهد البصري تعشش في دهاليز عمالة الناظور..و تؤشر الى سوء التدبير و تبذير المال العام بطريقة فجة.. و الا كيف نفهم ان سيارة جديدة من نوع لوغان موجودة منذ سنوات في خدمة عائلة مسؤول سابق بالناظور بالرباط..تنقل اطفالهم و تشتري لهم الحليب و الخضر..رغم انه لم تعد له اي علاقة مهنية بالناظور و لا عمالتها؟؟ و كيف نفهم ان موظفة بعمالة الناظور تتقاضى كل شهر اجرا ضخما..رغم انها لم تحضر الى مكتبها منذ سنوات؟؟ بل و في التنقيط الأخير حصلت على العلامة الكاملة 20/20 و هي العلامة التي لم يحصل عليها عدد كبير من موظفي العمالة الذين يتلقون اقل من نصف راتبها و يحضرون لاداء مهامهم كل يوم؟؟ أليس هذا سوء تدبير فج؟؟ أليس هذا تبذيرا للمال العام؟؟ اليس من قام بهذا او تستر عليه اليوم معنيا برسائل الملك في خطاب العرش؟؟ لقد وصف المتابعون وزارة الداخلية في عهد البصري بأم الوزارات..و هكذا كانت و لا تزال..بسبب قوة نفوذها و حجم ميزانيتها و الملفات التي تشرف عليها.. و الدولة حين تقرر ان تحاسب او تساءل يوما المسؤولين الجماعيين الذين يعيثون فسادا في جماعاتهم بالناظور.. فعليها ان تعلم ان هؤلاء يتلقون الامان من مشاهداتهم لما يقع بعمالة الاقليم..المسؤولة قانونا عن مراقبتهم.. و اذا كان رب البيت بالدف ضاربا..فإن شيمة اهل البيت الرقص.. ببساطة شديدة.. اذا كانت هناك نية اصلاح و استجابة لرسائل الخطاب الملكي الأخير.. فإن عامل الناظور الجديد مطالب بتنظيف باب بيته.. و السؤال عن المشاريع و من أوقفها و لماذا يهرب المقاولون من تقنييه و مهندسيه و يشتكون منهم..و لماذا يخاف مسؤولو العمالة من فسخ صفقاتها كحال صفقة معرض الفنون؟؟..و يسأل عن موظفيه و من يشتغل منهم و من يعيش عالة على اموال الشعب..و يسأل عن سيارات الدولة و مهامها و مكان وجودها؟؟ و ذلك قبل ان يبدأ أي معركة لتنظيف المصالح الخارجية و الجماعات.. هذا..نعيد.. اذا كانت هناك نية حقيقية للاصلاح و الاستجابة لتعليمات ملك البلاد الواضحة التي تأمر المسؤول الذي يتحجج بالضغوط لعدم القيام بمهامه بالاستقالة و ربط مسؤوليته بمحاسبته.. انتهى الكلام/ اقرأ ايضا