خاص كريم السالمي أثار الملك محمد السادس خلال خطاب العرش عددا من الملفات الشائكة التي تقض مضجع كل المغاربة..و انتقد الملك عددا من المؤسسات و برر التطور الذي تعرفه جهات دون أخرى بقوة القطاع الخاص بهذه الجهة مقابل أخطاء الادارة العمومية التي تخنق الاستثمار بالمناطق الأخرى.. و في محاولة لتنزيل اشارات الملك على الوضع بالناظور.. نريد ان نعود بذاكرتكم للوراء اكثر من 7 سنوات حينما تقاطر عشرات المستثمرين من كل الدول على الاقليم بعد الاعلان عن مشروع مارتشيكا.. آنذاك تقدم عدد كبير منهم بمشاريع استثمارية لملحقة مركز الاستثمار ايام كانت مكتبين صغيرين في ملحقة العمالة بشارع يوسف بن تاشفين.. و كانت الملايير المقترحة تترامى على مكاتب الموظفين دون ان يتمكنوا من فعل شيئ لان الغالبية العظمى لتلك المشاريع تقع تحت نفوذ مارتشيكا او لأن مارتشيكا تضع عينيها عليها..و بالتالي قرر عامل الناظور انذاك وزير الداخلية حاليا وضعها كلها في الثلاجة .. فتتالت قرارات الرفض تارة او اللامبالاة تارة أخرى و تم وصف المستثمرين الاجانب بالمستعمرين الجدد الذين يريدون سرقة خيرات مارتشيكا و الناظوريين.. و بعد مرور كل هذه السنوات..لا نحن تركنا المستعمرين يأخذون خيراتنا و لا نحن رأينا خيرات مارتشيكا من الاصل.. و بعيدا عن الاستثمار الاجنبي..جاء الدور على المغاربة فشاهدنا كيف تم تعطيل مشروع معمل ريشبوند بسلوان لعدة اشهر من طرف والي الشرق السابق امهيدية لاسباب سياسية لها علاقة بدعم صاحب ريشبوند الملياردير التازي لحركة 20 فبراير. و حتى حين يتعلق الامر بمستثمر له علاقات جيدة مع الدولة كحال الصفريوي.. فقد تم اغراق مشروع الاسمنت الخاص به في تزطوطين بالمشاكل..سواء من المجلس الجماعي او سماسرة المنطقة او عامل الناظور العطار..و تأخر المشروع سنوات.. و شهدت فترة العطار اكبر عملية طرد للمستثمرين من الناظور..فلشدة خوف العطار من مخالفة القانون كان يرفض كل شيئ يقدم اليه و يضعه في ثلاجة العمالة حتى يمل اصحاب المشاريع و يهربوا بجلودهم.. و لم ينج المهاجرون الناظوريون باوربا من هذا الاغلاق الاداري على الاستثمار و عانى عدد منهم اثناء محاولته نقل أفكار مشاريع من اوربا للناظور و بينهم مهاجر طردته مؤخرا بلدية الناظور بعدما حاول انشاء سلسلة مطاعم في المدينة و ذلك لأن هذا سيحرم البعض من بيع الاكشاك بالتقسيط.. و لا تزال مارتشيكا لحد اليوم توقف عددا كبيرا من المشاريع الصغيرة و المتوسطة بدعوى انها تخالف استراتيجية عملها في المناطق الخاضعة لنفوذها مما يضيع مع مرور الوقت و مع تثاقل مشاريع مارتشيكا الموعودة عددا كبيرا من مناصب الشغل و الرواج التجاري.. و لا تزال "ميد زيد" و حضيرتها الصناعية بسلوان فارغة رغم مرور سنوات على تدشينها بسبب الرفع المبالغ فيه لأسعار بيع القطع الارضية مما حرم عددا من المستثمرين من انشاء مشاريعهم.. ان المسؤولين في الناظور افتقدوا طيلة السنوات الماضية رؤية واضحة اتجاه الاستثمار و تعاملوا معه بمنطق مزاجي بل و تخويني احيانا.. فذلك المستثمر "شفار و ابن كلب و مافيوزي و يبيض اموال المخدرات" الى ان يثبت العكس مما دفع كبار رجال الاعمال الى الهرب الى طنجة و الرباط و القنيطرة و مراكش و هي نفس المناطق التي قال الملك محمد السادس انها تعيش تنمية حقيقية بسبب قوة القطاع الخاص بها.. و حين تغيب الرؤية عن الدولة..و تغيب الرقابة عن أفعال المسؤول و تصرفاته و قراراته..و تضيف الى ذلك سياسيين انتهازيين على رأس المؤسسات المنتخبة..و يكون هم الاول الحفاظ على عمله و هم الثاني اخذ أكبر المكاسب من كرسيه.. فكيف يمكن لأي استثمار ان يزدهر في كل هذه الفوضى..