عبر عدد من تلامذة الثانوية الإعدادية “أبو بكر الرازي” ل”التجديد” عن تذمرهم لوضعية مؤسستهم التي تفتقد للشروط الأساسية للتمدرس ، تتمثل أساسا في غياب الأساتذة و انعدام الماء الشروب. و هو ما يترتب عنه مجموعة من المشاكل لا يمكن السكوت عنها ، على حد تعبيرهم. و أضافت تلميذة في الثالثة إعدادي بأن التلاميذ يجدون صعوبة كبيرة في قضاء الحاجة خصوصا التلميذات منهم، حيث يضطرون إلى البحث عن أماكن معزولة خارج أسوار المؤسسة المحفوفة أصلا بالمخاطر ، و ذلك بعدما تعطل دور المراحيض في ظل انعدام الماء الشروب. و أفاد مصدر من المؤسسة المذكورة بالقول “إننا لم نسمع غير الوعود بربط المؤسسة بشبكة المياه رغم مرور قرابة شهرين عن بداية الموسم الدراسي ، و التلاميذ و الأطر التربوية يعانون بسبب غياب الماء بالمرافق الصحية ليتعذر بذلك قضاء الحاجة و الوضوء للصلاة ، و كذلك الشرب.. فما زلنا ننتظر...” و في نفس السياق ألح أحد الآباء على الإسراع في تأسيس جمعية الآباء و أولياء التلاميذ التي أدى الآباء جميعا واجبها السنوي ، داخل المؤسسة لتفعيل و تسريع مجموعة من الإجراءات و كذا العمل بشكل تشاركي رفقة الطاقم التربوي لتخطي هذه المشاكل التي وصفها بالعويصة، لا تخدم مصلحة التلاميذ في شيء. يبدو أن نيابة التعليم تسرعت في فتح المؤسسة قبل الإعداد الجيد لمرافقها و جعلها صالحة للدراسة على المستوى التربوي و الصحي و كذلك الأمني ، و سبب ذلك – حسب بعض المتتبعين – راجع إلى الاستجابة لضغوطات المنتخبين كما هو الشأن لكلية متعددة التخصصات التي تم افتتاحها دون أن تتوفر على التجهيزات الأساسية لتفادي “صداع الراس” بعض المنتخبين بالمجلس الإقليمي السابق. و من جهة أخرى ورغم مرور قرابة شهرين عن البداية الرسمية للموسم الدراسي الحالي، فإن الثانوية الإعدادية التي بدأ العمل فيها خلال هذا الموسم تعرف خصاصا في مواد الفرنسية و الإنجليزية و التربية البدنية.. هذه المادة التي لم تدرج ضمن استعمال الزمن لغياب الملاعب الرياضية داخلها. واعتبر آخر غياب أساتذة الإنجليزية و الفرنسية على الخصوص يزيد من تدني مستوى التلاميذ في هذه المادة التي تعتبر رئيسة ، مما سيؤثر سلبا على مستقبلهم الدراسي. و قد أكد النائب الإقليمي في تصريح سابق ل”التجديد” بأن الخصاص سيتم تداركه في أقرب الآجال ، و الأمر يتعلق فقط بضبط التعيينات الجديدة و التدبير الجيد لعملية الانتشار. و يظهر من خلال الولادة الخداج لهذه المؤسسة بأن معاناة التلاميذ ستستمر خلال الأيام القليلة المقبلة على مستويات أخرى أهمها المستوى الأمني بحيث أن غياب الإنارة العمومية بمحيط المؤسسة و في الطريق غير المعبدة المحفوفة بالمخاطر المؤدية إلى المؤسسة، سيؤثر سلبا على عملية التمدرس خصوصا و أن منطقة عريض أضحت في الآونة الأخير ملاذا للمنحرفين الذي يشكلون عصابات إجرامية تعترض طريق المواطنين دون التمييز فيما بينهم. و سيكون التلاميذ لقمة سائغة لهؤلاء الذي لا يألون جهدا لفعل أي شيء في سبيل الحصول على الأموال. و هو ما يمكن اعتباره مخاطرة بالتلاميذ خصوصا خلال فترة التوقيت الشتوي. و تجدر الإشارة إلى أن التهور الحاصل في بعض المؤسسات تعتبر من مخلفات السنة الماضية، رغم التحسن الحاصل في عملية الدخول المدرسي لهذا الموسم.