عاشت مدينة الحسيمة أحداثا متسارعة، اليوم الخميس، ابتدأت بالتطويق الأمني الكبير الذي فرضته الأجهزة الأمنية على مداخل المدينة منذ الأمس، لمنع وصول المتظاهرين من خارج الحسيمة إلى داخل المدينة، قبل أن "تشتعل" المنطقة، مساء اليوم، بالاحتجاجات والمواجهات، استعملت فيها قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تحدوا الإنزال الأمني المكثف. وكشفت مصدر طبي توافد عشرات المصابين والمعرضين للغاز المسيل للدموع بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالحسيمة، والذين كانوا ضمن المشاركين في مسيرة 20 يوليوز الاحتجاجية الممنوعة من طرف السلطات المحلية والحكومة المغربية. وسجل المصدر الطبي أسباب التوافد على المستشفى في التعرض لغاز " الكريموجين"، زيادة على الإصابة بجروح وكدمات نتيجة التراشق بالحجارة، لافتا إلى أن محيط المستشفى يعرف حالة من الفوضى بسبب الكر والفر بين المتظاهرين والعناصر الأمنية. وأكد عماد سوسو، طبيب المستعجلات بالمركز الاستشفائي محمد السادس بمراكش، في اتصال لجريدة "العمق"، أن الغاز المسيل للدموع " الكريموجين"، يلحق أضرارا مبدئية على مستوى الانسجة المخاطية للجسم، حيث يصاب من تعرض له برشح الأنف وإفراط في إفراز الدموع وسيلان اللعاب. واتهم نشطاء الحراك السلطات بقطع الأنترنت من صبيب 4G و 3G لمنع البث المباشر للمظاهرات، وأكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عبر صفحتها بفيسبوك، أن السلطات "قطعت الأنترنيت في مجموعة من المناطق بالحسيمة، مع تشويش كبير على الاتصالات". واعتبر نبيل شيخي، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس المستشارين، أن "الاعتداء على حق المواطنين في حرية التنقل، وقطع الأنترنيت أو التخفيض من صبيبه إلى الحدود الدنيا وإرباك الاتصالات الهاتفية، ونصب الحواجز في وجه المواطنين وتفتيشهم بكيفية مهينة وتدبيج محاضر غير قانونية في حقهم"، دليل على نجاح مسيرة 20 يوليوز.