تأسست الشبكة الجمعوية التنموية للجهة الشرقية (الرادو) كما هو معمول في قانونها الأساسي و في رسالة مؤسسيها ، من أجل الرقي بالعمل التنموي بالجهة وتدعيم القدرات المؤسساتية للجمعيات و توحيد الجهود بين التنظيمات الجمعوية على المستوى الجغرافي و ألموضوعاتي و خلق مخاطب واحد يشكل قوة اقتراحية لدى صناع القرار على المستوى المحلي و الوطني ،وقد تشكلت هذه الشبكة من مجموعة من الجمعيات موزعة على تراب الجهة الشرقية و من جميع أقاليمها و قد راكمت هاته التنظيمات المدنية تجارب ميدانية في من خلال خلق مشاريع كان لها وقع إيجابي على الساكنة المحلية. أردت أن أقدم ملامسة تشخيصية عن واقع “الرادو” أولا غيرة عليه و غيرة على العمل التنموي ، و هنا لا بد أن أشير أنني لست عدميا أو أنني أتغيا الضرب من الخلف، أو أصفي حسابات شخصية أو سياسية ،و لا أمثل موقف التنظيم الذي أنتمي إليه ، ما هذا الذي يهمني ، إنني ألتزم الحياد و أرصد الإختلالات التي تخترقه باعتباري كنت قريبا من الرادو. بعد ف?رة التأسيس التي كانت مليئة بالمتمنيات و العمل المشترك ظهرت بوادر الأزمة بين أعضاء الجمعيات داخل الشبكة و التي ترجع إلى الأسباب التالية: 1 – صراعات الزعامات بين الجمعيات المنتمية إلى مدينة وجدة حول “الرادو” في إطار ما يمكن أن أسميه الأنانية المركزية”égocentrisme” جاعلين باقي الجمعيات المنتمين إلى ألأقاليم الأخرى كاحتياط انتخابي يمكن أن يميل إلى هذه الكفة أو الأخرى مكرسين نظرية المركز و المحيط بتعبير المفكر سمير أمين.و هذا ما ظهر بعد تشكيل المجلس الإداري للفضاء الجمعوي حيث تهافت مجموعة من رؤساء الجمعيات الوجدية على التسابق لكسب ود جمعيات المحيط. 2- هيمنة بعض الجمعيات المقربة من الرئيس على اتخاذ القرار ، و توجيهه حسب أهدافهم. 3- القيام بمشاريع داخل الرادو لا تحمل البعد الجهوي بقدر ما له بعد محلي مع إعطاء الصورة أن لها هذا البعد غير المحلي. 4- استثمار المعلومة داخل الرادو من أجل توجيهها أو إعطاءها للجمعيات المقربة من صانعي القرار داخل الرادو. 5- عدم إطلاع الجمعيات على المعلومة من قبيل الرقم السري للبريد الإلكتروني و المراسلات. إن كل هذه الأسباب جعلت مجموعة من الجمعيات تعلن انسحابها من الرادو و تراسل كل الجهات منها وزارة التنمية الإجتماعية ، و البرنامج التشاوري المغربي ، ف 44 جمعية – على شاكلة 44 ولي صالح – المشكلة للرادو لم يبق منها إلا بعض الجمعيات المعدودة على رؤوس الأصابع، و رغم ذلك فإن صناع القرار داخل الرادو ما زالوا يستثمرون هذا العدد من الجمعيات و الذي لا يوجد على أرض الواقع في علاقتهم مع عدة جهات من قبيل: 1- الترشح باسم الرادو كمرجع ترابي داخل البرنامج التشاوري المغربي رغم أن المكتب المسير في اجتماعه لم يتفق على أي مرشح، و رغم ذلك فإنه تمت صياغة محضر اجتماع يؤكد التفويض للرئيس من أجل الترشح !!!!!! 2- دخول الرئيس إلى عدة لجن من قبيل اللجنة الوطنية و اللجنة الجهوية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،اللجنة الجهوية لبرنامج ART GOLD....الخ. إنه يجب التأكيد أن الرادو كشبكة انتهى موضوعيا ، فإلى جانب انسحاب الجمعيات المنتمية إلى مدينة وجدة تأسست – أو هي قيد التأسيس- شبكات إقليمية من الجمعيات التي كانت محسوبة على الرادو و التي انسحبت أو جمدت عضويتها– بشكل غير رسمي- ، و هي على الشكل التالي : 1- الترتيبات لتأسيس تنسيقية للجمعيات التنموية المنتمية لمدينة زايو. 2- تأسيس شبكة جمعيات الريف في مدينة الناظور. 3- تأسيس شبكة الجمعيات للجنوب الشرقي بإقليم فكيك. 4- تأسيس شبكة جمعوية بإقليم جرادة. 5- تأسيس شبكة جمعوية بإقليم تاوريرت. 6- تأسيس شبكة أرضية الجمعيات المختصة بالبيئة. كما يجب الإشارة إلى أن صانعي القرار داخل الرادو قد وعوا بوفاة بمولودهم كلينيكيا ، و هذا ما جعلهم يقومون بطريقة استباقية ، بالتفكير بتأسيس شبكة بديلة مكونة من جمعيات حديثة العهد، سهلة التطويع لا تمتلك من التجربة إلا الإسم و من جماعات محلية ،و ذلك مع جمعية CEPAIM الإسبانية، و هم الآن في مراحل الإعداد حيث تم القيام بتكوين حول التشبيك. كما أنه يجب التذكير أنه بعد انسحاب مجموعة من الجمعيات سيقوم البرنامج التشاوري المغربي بتقييم ذاتي حول مآل الرادو في شهر نونبر القادم ، لهذا مطلوب من الجمعيات التي انسحبت أن تساهم في هذه الدينامية و تقوم الإعوجاجات و إنقاذ الميت كلينيكيا. إننا نحتاج إلى تفعيل الشبكة الجمعوية التنموية للجهة الشرقية على قواعد جديدة و أسس جديدة، لتنمية منطقتنا بعيدة عن عقلية التمركز،و اعتبار ألآخرين مجرد أرقام .و في إطار تناوب حقيقي بعيد عن خلق تنظيمات للبريستيج.