إن أكثر ما يحرص عليه الإعلاميون هو بناء جسر المصداقية والثقة مع قرائهم، والذي يكون ثمرة عمل متواصل مبني على الوفاء بالتزامات المهنة أولا وأخيرا، لا تصريف مواقف تخدم أجندات خارجية غرضها التشويش، وممارسة التيئيس، لكن في الناظور برزت مجموعة من المواقع الإلكترونية زاغت عن الأهداف السامية للصحافة، وأصبحت تحرص على تمرير خطابات سياسية أكثر منها إعلامية تمارس التضليل. هذه الصورة بالذات أثرت كثيرا على الصحافة الإلكترونية بالناظور خاصة والمغرب عامة، بعدما حولها مجموعة من الأشخاص الذين يحسبون على الجسم الإعلامي، وهم في الأصل يخدمون أجندات معادية لاختيارات الشعب، في إستغلال سافر لهامش الحرية المتاح في قانون الصحافة الإلكترونية، وفي هذا السياق نجد محررا سابقا في أحد المواقع وصاحب موقع جديد يقوم بالتشويش على نضالات حركة شباب أركمان من أجل التغيير المحلي، التي أطاحت بسمعة المجلس القروي لأركمان، والتي فتحت شهية العديد من الملاحظين والمتتبعين الذين شرعوا في التحليل، وانطلقوا في إصدار تكهنات، وبالتالي إنتقال العدوى إلى مجالس قروية وحضرية مجاورة. لم تكن أماني هذا الهاوي الصحفي جديدة عليه، فقد إعتاد المتاجرة بالخط التحريري لمقالاته، ولم يتمكن من الوصول إلى عقل وقلب القارئ الناظوري بتمريره لرسائل غير مفهومة الجدوى، والتعامل بمنطق “الكاري حنكو” فالدور الذي تلعبه الصحافة مهم جدا، ولا يمكن الإستهانة به، لهذا فالناظور في حاجة ماسة إلى صحافة نزيهة غير قابلة للإخضاع، أو محاباة طرف على حساب الاخر، لأن دورها الحقيقي يتجلى في الإخبار، وهدا حق من حقوق المجتمع. كما على أحد الهواة الصحفيين أن يلتزم بنوع من المهنية في تقديم الأنباء والأراء بطريقة موضوعية ونزيهة وصادقة، في إطار إحترام أخلاقيات المهنة، وليس فقط الركوب على بعض المواضيع من أجل بعث الفتنة داخل المجتمع والتحريض في سبيل بلوغ أهداف شخصية، لأن دور الصحافة أسمى من ذلك بكثير، فلا يمكن تصنيف المقال المنشور تحت عنوان: “حمقى وذوي سوابق ومعتوهين في مسيرات أركمان الإصلاحية” إلا داخل إطار الفتنة والتحريض الضمني والعلني، فلا زالت صحافة الناظور تعاني من غياب المصداقية في تحليل الخبر والخضوع للإستيلاب الثقافي والتبعية لجهات معروفة أو مجهولة تخدم الأغراض الخفية، والمصالح الشخصية مع كامل الأسف داخل أركمان أو خارجه. وهذا لا يمنع من أن الناظور لديه اقلام حرة لها قدرة على التحليل ونقل الواقع بشكل محايد وسليم، ولها من تقنيات التواصل ما يجعلها عينا للمجتمع، هذه هي الصحافة التي نحن في أمس الحاجة إليها. وأعتقد أن كل من يرغب في إثارة الربح المادي في التعبير عن وجهات نظر معينة أو تمرير خطابات لفائدة أية جهة، ممكن أن يلجأ إلى المدونات، أو يعمل على كتابات تحليلية خاصة، لكن بعيدا عن التشويش على الرأي العام لأن الصحافة سلطة رابعة لها وقع، تؤثر وتؤطر الشارع. لهذا يجب أن تسعى الصحافة جاهدة لكشف الفساد والزيف والتزوير الذي يعشعش في مرافق حيوية ومؤسسات عامة داخل أركمان والناظور، عوض الدخول في نقاشات عميقة لا تسمن ولا تغني من جوع، كبعض المقالات التي تحتوي على خطابات لا يفهمها المواطن المتعطش إلى المعلومة والوصول إلى الخبر، بل حتى أصحابها صاروا معروفين لدى الأوساط الأركمانية والناظورية بتوجهاتهم لجهات معروفة، وهذا ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. وأعتقد ان محاولات هذا الهاوي الصحفي هي عبارة عن محاولة للإلتصاق بذيول الأزمة، والمزايدات، والحسابات الشخصية، وليس البحث الحقيقي عن ما هو ثوري ولا أقصد هنا ما حدث بشكل مباشر في تونس ومصر وليبيا … فالثورة لا تعني بالأساس أن نحرق أو نعيش على أمل تغيير راديكالي، وحركة شباب أركمان من أجل التغيير المحلي، حركة قائمة الذات، تستمد مشروعيتها من تفشي الظلم والفساد والرشوة والتهميش الذي طال كبدانة منذ عقود، إضافة إلى أزمة التسيير وأزمة الحكامة الجيدة وبعيدا عن العنف وإشهار ورقة الإحتجاج الدموي في احتجاجاتها، أما ذوي السوابق العدلية فلا يعرفهم إلا أمثال الهاوي الصحفي الذي أشك في مهنته الحقيقية إن كان صحفي أو دي إس تي الذي ضل ينجذب بطريقة مغناطيسية إلى نموذج الحركة الشبابية، وبه وجب الإعلام