في زمن تربوي حداثي تدعو فيه الوزارة الوصية على قطاع التربية والتكوين ببلادنا إلى ضرورة انخراط الأسرة كدعامة أساسية في مشروع إنجاح المدرسة المغربية، وبالتالي إنعاش دورها (الجامد والفقير) في مباشرة الفعل التشاركي بالحقل التربوي...نفاجأ من حين لحين بسلوكات غريبة ومستهجنة تلخص في الترهيب والتعنيف في وجه الأطر الادارية والتربوية داخل فضاءات ذات حرمة وقداسة... ترهيب وتعنيف يتوخى إذلال الأطر الإدارية والتربوية وبالتالي تطويع مسطرة التشريع التربوي لتحقيق “مطالب خرافية” باسم”الحق في التربية والتعليم”..وتجاوزاً لكل المذكرات والتوجيهات الصادرة في هذا الباب. ومن المشاهد الدالة على انتهاك بعض أمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ لحرمة الفضاءات التربوية وإعلاء صوتهم الظالم على كتف المسؤول التربوي هنا أو هناك بنيابة الناظور..نذكر مشهدين بارزين على الساحة التربوية (ولعل ما خفي كان أدهى وأعظم !!): أولاً، مشهد ثانوية الناظور(النعناع) الذي يؤرخ لهزالة التفكير عند بعض من صعود إلى كراسي التسيير بالمجلس البلدي بسلالم زئبقية لا شرعية..حيث ثبت أن السيد النائب الثاني لرئيس المجلس البلدي بالناظور اقتحم الفضاء التربوي وأحدث إزعاجا سينمائياً داخل مكاتب الإدارة التربوية..بل هدد المسؤولين بلغة كلها تعنيف وترهيب مستعرضاً جهله الأكيد برغبته في إرجاع أحد المفصولين دون أدنى علم بمسطرة التشريع التربوي ولا بمسار التلميذ الدراسي... ثانياً، مشهد ثانوية مولاي إسماعيل التأهيلية بالدريوش..والذي تمثل في تهجم علال بلهادي على السيد مدير الثانوية يوم السبت 17/10/2009 على الساعة 11:30.حيث حضر الى المؤسسة بنية إلزام الإدارة التربوية على إرجاع أخيه المنفصل خلال المجالس التعليمية المنعقدة في نهاية 2008/2009،والذي لم يستفد من مسطرة إرجاع المفصولين استناداً إلى قرار المجلس المنقعد في هذا الباب خلال شهر أكتوبر الجاري. ونشير إلى أن سلوك التهجم هذا بلغ حد محاولة ضرب المسؤول الإداري التربوي وبحضرة إطار إداري تربوي وكذا عون عمومي. الوضع الذي لزم على السيد المدير الاتصال بمركز الدرك الملكي والإقرار بمحضر في النازلة مندداً متظلماً ومطالبا برفع الضرر النفسي الذي لحق به من متابعة المعتدي سعياً إلى الدفاع عن كرامة رجل التربية والتعليم وتأكيداً على حرمة وقداسة فضاءات التربية والتكوين. وفي هذا الإطار ندد رئيس جمعية أمهات وآباء و أولياء تلميذات وتلاميذ ثانوية مولاي إسماعيل التأهيلية على إثر تلقيه تفاصيل الحدث الخزي من مصادر مسؤولة بمثل هذا السلوك الهجين واللّاسوي والرامي إلى تحويل فضاءات التربية والتكوين إلى ساحة تعنيف وترهيب وإن كانت في أصلها وفصلها فضاءات تربية وتواصل وانتصار لقيمة الحوار والتسامح. كما علم أن النقابة الوطنية للتعليم بالدريوش عازمة على التصدي لمثل هذه الممارسات المريضة التي تتهدد مستقبل المدرسة المغربية،قاصدة إلى حماية كرامة نساء ورجال التربية والتكوين..وتهذيب الفضاءات التربوية من الخطو المتعثر لبعض من يحسبون على شريك الأسرة أو من يمثلها باعتباره شريكا استراتيجيا في تتبع المسار التربوي التعليمي لبناتنا وأبنائنا. وتطالب المسؤولين على مختلف الواجهات والدراجات بالتدخل الفوري والعاجل للقضاء على مثل هذه الزوائد الاجتماعية واستئصالها رؤؤسها وبتر جذورها..قبل أن يستفحل الداء ونسجد للتعنيف والترهيب ونقدم لصوت الظلام كل الولاء !!!