أكدت مصادر عليمة غير راغبة في الكشف عن هويتها ، بأن تعليمات سابقة للمدير الجهوي لجمارك الشرق كانت وراء تضييق الخناق على التهريب المنظم وممتهنوه ، مضيفة في ذات الإطار بأن كبار المهربين تكبدوا خسائر مادية فادحة في الآونة الأخيرة بعد التغييرات التي طالت رؤساء الزمر وتعليمات المدير للمعنيين من أجل اليقظة ومحاربة التهريب المنظم . وضمن ذات السياق أفاد مصدرنا بأن تعليمات المدير الجهوي والإقليمي والمواكبة المستمرة للمشار لهما لعمل كافة الزمر والعناصر المشتغلة بها ، رفع بشكل ملحوظ من مردودية كافة الزمر المشتغلة بإقليمالناظور ، وضمنها زمرة باب مليلية وفرخانة والناظور وزايو وحتى تلك المشتغلة بالنفوذ الترابي لعمالة إقليم الدريوش ، الأمر ( تضيف مصادر الجريدة ) الذي حال دون حدوث تغييرات وحركية بالنسبة لرؤساء الزمر الذين حضوا بتجديد الثقة من قبل المدير الجهوي . هذا كما أرجعت مصادرنا نجاح الزمر في مهامها وتكثيف اليقظة إلى تجربة وحنكة وتمرس رؤساء الزمر ، مشيرة إلى النتائج المحققة في الآونة الأخيرة والتي أسفرت عن حجز كمية مهمة من مختلف السلع المهربة والتي تدخل في إطار التهريب المنظم والمضر بصحة المواطنين والإقتصاد الوطني ، كما عمدت إلى إحالة مجموعة من الموقوفين على الشرطة والدرك من أجل إتخاذ التدابير والإجراءات المتوجبة في حقهم ، وهي تدخلات ساهمت بشكل مباشر من الرفع من المداخيل بفعل الغرامات التصالحية ، وإعتماد المرونة في إطار التشجيع على عملية التعشير وعملية إعادة بيع المحجوز . إنها إستراتيجية ( تقول مصادرنا ) تروم ضخ مداخيل مالية مهمة لصندوق الإدارة ومنه إلى الوزارة الوصية ومن ثم الدولة ، مع العمل على الحفاظ على السلامة الصحية للمواطن ، وتحصين المنتوج الوطني ، إسترتيجية تروم تحقيق أهداف متعددة وصلت حد مسامتها في محاربة و الحد من الهجرة الغير شرعية وخصوصا تلك المرتبطة بتهجير المواطنين المنحدرين من دول جنوب الصحراء ، إذ عمدت العناصر الجمركية المشتغلة بالمعابر الحدودية مع إسبانيا من إحباط العديد من المحاولات . وختمت مصادرنا تصريحها للجريدة بالقول بأن "النجاعة في التدخل ونوعيته عاملان أساسيان للحكم على مختلف العمليات والتدخلات التي قادتها مختلف الزمر الجمركية بإقليميالناظور والدريوش والتي أتت أكلها وحققت نتائجها بإعتراف المعنيين . وضمن ذات السياق وفي نفس الإطار لم ينفي بعض المهربين ممن إلتقتهم الجريدة تكبدهم خسائر مالية مهمة بفعل اليقظة الشديدة للعناصر الجمركية المعنية بالمراقبة والتفتيش ، والإستراتيجية المعتمدة من قبل رؤساء الزمر خصوصا بمعبري باب مليلية وفرخانة ، مشيرين إلى أن توالي تكبد الخسائر المالية لنشطاء التهريب المنظم قد يحد من أنشطتهم بالرغم من تنويعهم لأساليب ووسائل التهريب . ومعلوم أن زمرة باب مليلية التي حققت نتائج إيجابية بفعل يقظة عناصرها وتجربة رئيسها إلى تحقيق نتائج جد إيجابية من خلال يقظة عناصرها وعمدت إلى حجز العديد من السلع المهربة التي قد تضر بصحة المواطن أو الإقتصاد الوطني أو تلك المعاكسة لتوجهات الدولة كما هو شأن الأكياس البلاستيكية ، شأنها في ذالك لأن زمرة فرخانة والتي حققت بدورها نتائج إيجابية وعمدت إلى تفعيل توجهات المدير الجهوي . من جهة أخرى لم تنفي بعض المصادر الغير الراغبة في الكشف عن هويتها وجود بعض الإكراهات المرتبطة بعمل رؤساء الزمر ومختلف العاملين المؤتمرين تحت إمرتهم ، وتتعلق خصوصا بتصفية الحسابات الشخصية من خلال اللجوء والإستعانة ببعض وسائل الإعلام لتسفيه مجهوداتهم أو المحاولة من النيل من مسارهم المهني أو محاولة خلق توتر فيما بينهم ومرؤوسيهم . هذا بالإضافة إلى إكرهات مرتبطة باللوجستيك وبالعنصر البشري وظروف العمل التي تقتضي بذل مجهودات قصوى تتعدى محاربة التهريب .