على مدى كل المسيرات التي نظمها الشباب المرابطين على جبهة الفايسبوك بمركز إقليمالناظور، تحاشيت المشاركة المباشرة فيها، مكتفيا بالمساهمات الغير المباشرة عبر البيانات المطلبية والبلاغات والتحليلات والتصورات وكل المنشورات الهائلة التي أنزلتها على صفحتي الشخصية بالفاي. تحاشيا أساسه معنوي محض، حيث الخلاف على بيان المطالب كان العائق الاساسي أمام مشاركتي المباشرة إلى جانب الشباب، من عجزوا على تشخيص الخلل الجذري ومكمن جوهر الفساد في تركيبة النظام السياسي المغربي، فسارعوا إلى رفع مطالب تافهة سياسيا من بينها: إقالة الحكومة وهي جهاز بروتوكولي لا سلطة له ولا قرار، وحل البرلمان وهو لا يشرع ولا يسن، وإن فعل فلا شيئ يطبق مما شرع، وترسيم لسان يتحاشون الحديث به ولا يوظفونه، بل الفضيحة والكارثة العظمى، انهم يطلبون اللغة الامازيغية بالعربية، ويرفعون كل شعاراتهم بالعربية ويجارون شعوب الشرق في صياغة شعاراتهم دون الإلتزام بنهاية هذه الشعارات التي رفعها المشرقيون وهم مشكورون كونهم عرفوا مكمن الفساد . إلا أنه وعندما حل موعد الربيع الامازيغي، ولكوني أمازيغي قررت أن أشارك بشكل مباشر، وقد كتبت على حائطي بالفاي: غدا 24 أبريل سيكون موعدا مع أول مشاركة مباشرة لي إلى جانب الترسانة النووية الأمازيغية، ولكن وللأسف الشديد، وعندما حل الموعد، اكتشفت ان الترسانة هي أقرب إلى الخرائية الأمازيغية منها إلى النووية الأمازيغية، أقولها بكل غضب وصراحة وصدق، نظرا لكل التلاعبات التي سجلتها في غضون عشر دقائق كانت كافية لتسجيل الإهانات الآتية ذكرها، مع العلم أنني كنت قد سجلت موقفا سلبيا لغالبية شباب مدينة الناظور من تلك المسيرات التي سبقت هذا الموعد التاريخي المزدوج الذكرى، الأولى تجسيد لهوية وثقافة شعب مستعمر من قبل العرب وما زال الأمر كذلك إلى يومنا هذا، والثانية تجسيد لهمجية الهاكَانا المخزنية التي أصبحت تمارس القمع والتقتيل والتعذيب وإحراق الناس أحياء يتنفسون، خاصة ربيع الثمانين بالجزائر ، والحرق الهوليودي بالحسيمة، وتراجيديا مدونة الأسرة الملعونة التي سفكت بروح ودم وجلد الأم العزباء ( فدوى العروي ). فمباشرة بعد نزولي من سيارة الأجرة، نزلت مع الشارع الخامس المؤدي إلى المركب الثقافي رفقة طالبين جامعيين، فضلوا المشاركة في المسيرة وهم في طريقهم إلى الجامعة بسلوان، وفور وصولنا إلى الساحة التي سميت باسم همجي عربي، صرت أبحث عن نفسي وأسأل، هل أنا في مدينة الناظور؟ . فالأبواق تتحدث بالعربية الفصحى أحيانا والدارجة الملعونة غالبا، اللجنة المنظمة غالبية أفرادها عروبيون يخاطبون الناس بالدارجة وسحناتهم مخزنية محضة، وهم يتواصلون مع مجموعات عروبية مخزنية تتمركز على الأرصفة، ويعملون جاهدين لتوجيه شعارات المتظاهرين الذين يرددون ما ينطق به هؤلاء الموجهون حرفيا، وهذا ما يضعنا في مفهوم القطيع بشكل واضح ويؤكد تورط الهكَانا المخزنية في تنظيم المسيرات بمركز الناظور إلى جانب العملاء المحليين من كانوا يتزعمون مقدمة المسيرة ويصيحون كالبعير من فوق سيارة الهوندا ويلبسون الراية الأمازيغية على ظهورهم بدل رفعها إلى اعلى ما يمكن مثلما فعل شباب بن طيب بالعروي، شباب فضل عدم الخضوع لأي توجيه مخزني في سياسة لعينة لتحريك الشارع حسب المقاس المسطر ، فأنا لم أفهم بعد لماذا نسب القذافي بأعنف وأقبح السباب، ونحن كلنا قذاذفة بل أكثر همجية منه، ماذا يعني أن يستولي نفس الأشخاص ودائما على مقدمة المسيرات وعلى أبواق المخاطبة وعلى صياغة الشعارات المكتوبة على اللافتات وعلى توجيه المسيرات إلى الشوارع المدروسة سابقا مع المخزن، ماذا يعني مرور المسيرة أمام مقر القنصلية الإسبانية؟ وشارع الجيش الملكي ؟ وشارع الثالث من مارس ؟ ويستثنى منها شارع مقر العمالة؟ هذا يعني أن في الأمر حكاية أطول من المسيرة نفسها وهي كالتالي : لقد ظهرت مؤخرا تنسيقية سمت نفسها ” تنسيقية 20 فبراير مدينة الناظور” طبعا هي غير رسمية بالوثائق، لكنها رسمية في كواليس عمالة الإقليم قسم المخابرات المدنية المخزنية، أعضاؤها يتواجدون دائما في مقدمة المسيرات ويحاولون جاهدين توجيه القطيع حسب التعليمات التي بحوزتهم، ومنها عدم فسح المجال لجماعة العدل والشيطان أن تصدر البيان الذي يجب أن لا يتضمن أي مساس بالمؤسسة الملكية جوهر الفساد في هذا البلد، سياسيا وثقافيا ودينيا وأخلاقيا، وهي التي تتحمل المسؤولية الكاملة التي وصلت إليها أمور الشعب، ابتداءا من سنة الخيانة العظمى والمكر المقيت وما تلاها من الجرائم ضد الإنسانية بالريف الأوسط، وهي 1956 سنة البهتان العظيم، سنة الدولة العربية فوق الأرض الأمازيغية، سنة اتفاق الفاسيين والفرنسيين في إيكس ليبان على محو الشعب الأمازيغي ضمن مفهوم اليعقوبية الإجرامي الذي سيفجر فرنسا عاجلا ام آجلا، سنة الإنتقال من مفهوم السلطنة ذات التوجه الديني لا غير، إلى مفهوم الملكية ذات التوجه السياسي الذي ما زال يراوغ الشعب بتعديل دستور الجمهورية الفرنسية الخامسة، وذلك بفصل فتات السلط بين مؤسسة القضاء المقيدة بالثوابت التي ليس بينها أمازيغية الدولة، والبرلمان المقيد بالقدسية التي ليس بينها الله، والحكومة المقيدة بتعليمات مستشاري المؤسسة الملكية الذين ليس بينهم امازيغي واحد بعد نفي حسن أوريد، بل وكلهم يهود، وكل هذه المؤسسات ( ديكور البابا نويل ) تضع في حساباتها وآليات اشتغالها، خاتم النبي سليمان الذي يدعى الفصل التاسع عشر . إن هذه التنسيقية يا شباب مدينة الناظور، هي أخطر من عصابة فاس التي تطالبون بإسقاطها، والتي باعت قرار المغرب وثرواته لفرنسا ومازال الأمر سائر المفعول، أعني مازلنا مستعمرون من قبل فرنسا سياسيا، وقرارنا مرهون بمصالح فرنسا، والمؤسسة الملكية هي الضامن لهذا الإستعمار السياسي الفرنسي، وليست الضامنة لأكذوبة التعدد طائفي للمجتمع، ولكي لا تستصغروا موقفي هذا، أحيلكم على تصريحات الدكتور وعالم المستقبليات الأستاذ المهدي المنجرة الذي حدد دون غيره معالم الإستعمار الفرنسي والدستور الممنوح الذي رفض المشاركة في صياغة أول نسخة منه في بداية سنوات البهتان السياسي . ودون الإطالة، أود توجيه كلاما صريح المضمون وواضح المعنى، إلى هؤلاء الممخزنين الذين يسترزقون على حساب شباب الناظور بحضوره في الشارع، وبمطالبه الغير مدروسة التي يرفعها في المسيرات العشراتية التي لا تعبر لا عن شباب المدينة ولا عن شيوخه. فأقول : أولا ، أن الشباب الأمازيغي المغربي عامة لا يريد المساهمة مرة اخرى في غرس نصف الخلل الجذري الذي بني على اساسه النظام المخزني بترسيم اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية الدخيلة على القوم وفق نوايا استعمارية توسعية امبريالعربية شملت شمال أفريقيا والشرق الأفريقي، وبلغة أوضح وأفصح فإن الشباب الأمازيغي في هذا البلد لا يريد ان ينكح دبره بلغة وثقافة المجرمون المعاويون والعقبويون. بل يريد تصحيحا كاملا للأوضاع السياسية للبلد ، وذلك بجعل هوية ولغة الشعب هي الوحيدة التي نستقي منها التفاصيل، ومن الإنجليزية اللغة الوحيدة لمواكبة العالم دونما الحاجة للغة بدو الصحراء، العائق اللعين للطلبة الجامعيين الذي يمنعهم من ولوج الشعب والمجالات التي تستهويهم ويتقنون العمل فيها بسلاسة. وإن عدتم عاد التاريخ ليسجلكم في مزابله الكثيرة والمنتشرة بشمال افريقيا الأمازيغي، مثل مزبلة الفاتحين المجرمون أنصار معاوية، ومزبلة الرومان من سموا البواسل من اجدادنا المقاومين بالبربر لأنهم لم يدعوا لهم من مجال للمناورة ، ومزابل كثر ستحشرون فيها أنوفكم لا محالة أيها الجبناء من لكم أقول ، أنه ليس في معاييري ما هو أسوأ من الأمازيغي الجبان.