طالب الدكتور محمد البطيوي في ندوة نظمتها جمعية ثيفاوين للثقافة والتنمية بميضار تكريما له على مشواره النضالي وغيرته على منطقة الريف برحيل المخزن. الندوة التي جرت بقاعة الاجتماعات ببلدية ميضار يوم السبت 16 أبريل، واختير لها عنوان “حول أحداث 1984: من أجل محاكمة التاريخ” عرفت حضوراً جماهيريا منقطع النظير. حيث امتلأت القاعة عن آخرها وبقي العديد من الضيوف خارج بابها لسماع ما يحدث بالداخل. وبعد كلمة الافتتاح التي تلاها مسير الندوة إيدير أنديش مرحبا بالجمهور الحاضر واقرئا لورقة تعريفية بالمحاضر الدكتور محمد البطيوي، ومنددا أيضا بنزع 15 ملصقا إعلانيا للندوة مستفسرا عن السبب والمستفيد من عدم معرفة الناس بها، أعطيت الكلمة لميمون صاعو، أحد ضحايا السجن التعسفي خلال سنوات الرصاص، إذ روى في مداخلته معاناته ووصف فيها طرق التعذيب البشعة التي كان السجانون يمارسونها عليهم. من بينها طريقة “الطيارة” وكذا نزع الأظافر بالملقاط… كما ذكر لأسماء عدة مسؤولين فاسدين بميضار كان لهم الفضل في معاناته والمعتقلين إثر نفس الأحداث، وتساءل عما قدمته لجنة الإنصاف والمصالحة للمتضررين. وقد تأثر الناس بهذه الشهادة الحية. كلمة الدكتور محمد البطيوي ابتدأت بالحديث عن أحداث 58-59 بالريف، واسترسل للحديث عن أحداث 84 ليذكر نقاط اللقاء والتشابه بين الحدثين، وذكر ضلوع الحسن الثاني فيهما ومسؤوليته المباشرة. حيث استشهد بما قاله الأخير في كتاب ذاكرة ملك وهو يوجه خطاب 84 المعروف ب “خطاب الأوباش” للريفيين –بينما المغرب كله كان تحت النيران- وكان عليه أن يتحدث إلى كافة المغاربة بدلا من توجيه الخطاب إلى الريفيين ونعتهم بالأوباش، حيث قال: “الناس ديال الشمال راهم عارفين ولي العهد واحسن مايعرفوش الحسن الثاني فهاذ الباب”. وذكر الدكتور ضرورة قطع العلاقة مع المخزن للبقاء على الثقة والعلاقة الجيدة بين محمد السادس وشعب الريف. كما تحدث عن مشاكل مديونية الدولة المغربية في تلك الحقبة، والتي تسببت في تخفيض مستوى عدة قطاعات كشروط للبنك الدولي قصد إعادة الديون، منها قطاعي التعليم والصحة، وطالب بضرورة النهوض بهما مجددا كونهما من حقوق المواطن المشروعة. وأكد محمد البطيوي على ضرورة التخلي عن البيعة ليحل الاعتراف بمواطنة الناس بدلا من رعايتهم. ولعل من بين أهم النقاط التي تحدث عنها الدكتور محمد البطيوي الجهوية الموسعة، حيث ذكر أن من المفروض أن يكون لنظام تقسيم الجهات دور في خدمة أبناء المناطق بينما لا علاقة تجمع أبناء الريف بوجدة لا تاريخيا ولا ثقافيا ولا لغويا، مما يستوجب وبإلحاح جمع أقاليم الريف في جهة موحدة بدلا من فرض مدن غريبة على الجهة ولا تتشارك معها في شيء. كما اشترط جامعات بمستوى جامعة الأخوين في كل جهة من المملكة لتكوين أبناء المغرب تكوينا أكاديميا يؤهلهم لخدمة وطنهم وجهتهم أحسن خدمة للنهوض بالمغرب في جميع المجالات، على أن تكون مجانية ليستفيد منها الجميع. وختم الدكتور محمد البطيوي مداخلته بنصائح للنهوض بالقطاع الاقتصادي والفلاحي بالمنطقة، حيث نادى الناس بتكوين تعاونيات وشركات من أجل تصنيع منتوجاتهم وتسويقها بدلا من تصدير المادة الخام بأثمنة بخسة. وأعطى على سبيل المثال زيت الزيتون حيث طالب الناس بعصر الزيتون محليا ووضعه في قنينات لتسويقها وطنيا ودوليا، بدلا من بيع الزيتون كحب. كما طالب بتكوين شركة ريفية للتأمينات وبنك ريفي يساعد المستثمرين المحليين، وأكد على أن الطاقات المحلية الشابة (العاطلة) قادرة على تسيير الشركات إن وجدت التمويل اللازم. واختتمت الندوة التي عرفت مداخلات قيمة كإضافات لما جاء في مداخلة البطيوي، بتقديم شهادة تقديرية للدكتور. الندوة على العموم لاقت استحسان الجمهور، وخرج الجميع بانطباع جيد، وسعدوا لوجود طاقات في مستوى النهوض بالريف بعد كل ما عاناه منذ فجر الاستقلال. الصور عن موقع ريف سيتي