يعيش سكان حي اهركاشن و حي ايت عيسى الواقعين تحت نفوذ بلدية الناظور وفق التقسيم الترابي الجديد، حياة مريرة مع عصابة إجرامية تتكون من ستة أفراد منحرفين يترصدون بالمواطنين في الصباح الباكر و المساء و يسلبون لهم كل ما يملكون تحت التهديد بالسلاح الأبيض و الغازات المسيلة للدموع و يلحقون بهم أضرارا و جروحا في مختلف أنحاء أجسامهم، لتأمين ما يكفيهم لشراء المخدرات القوية التي تسمى بينهم ب”الحكلة” و قد تعرض أزيد من ستة أشخاص بينهم امرأة في فترات متفاوتة لاعتداءات العصابة المذكورة و ألحقوا بهم جروحا بليغة و سلبوا لهم هواتف نقالة و مبالغ مالية كانت بحوزتهم.كما تعرض حسن زاهد مساء السبت 26 شتمبر، لاعتداء خطير من قبل هذه العصابة على مقربة من منزله و سلبوا له أموالا و هاتفا نقالا و ألحقوا به جروحا كثيرا نقل على إثره إلى المستشفى الإقليمي بالناظور. و قال في تصريح ل”التجديد ” كنت راجعا بعد العشاء إلى بيتي و فوجئت بستة أشخاص شباب يجرونني إلى مكان متطرف تحت التهديد بسكين ، و لم يسعفني غير الصراخ بالقرب من منزل جاري الذي خرج و صرخ في وجههم و لاذوا بالفرار بعدما حققوا هدفهم” و أضاف بأنه قدم شكاية لدى قوات الأمن كما قدمها غيره لكن دون نتيجة تذكر. و يشمل الاعتداء أيضا بعض المواطنين العاملين بمليلية المحتلة، و بائعي الخضر و الفواكه و سائقي الطاكسيات الصغيرة، الذين يتعين عليهم الذهاب إلى العمل في وقت مبكر. و من جهة أخرى أفاد مصدر أمني بأنه “تتم في بعض الأحيان جولات تستهدف الدوارين لكن ما إن يلمحوا سيارة الأمن حتى يلوذوا بالفرار و لا نستطيع القبض عليهم أو الحد من انشطتهم نهائيا، غير أن سكان المنطقة يشددون على ضرورة قيام الأمن يواجبهم ، فتلك الحملات و لو كانت صورية ستقلل حتما من الجرائم و تحد من حرية التحرك للعصابات في انتظار حل نهائي يمكنهم من العيش في أمن و أمان من خلال استقدام قوات أخرى أو العمل بجد أكثرفي مواجهة هؤلاء المنحرفين. عاش السكان وما زالوا يعيشون على هذه الحال لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر و هي المدة التي انضم فيها الدوارين إلى تراب بلدية الناظور ، فبقدر استحسانهم لهذا الانضمام الذي سيحقق لهم الأمن و الاستقرار في ظل التواجد اليومي لقوات الأمن بالمدينة ، بقدر ما أصيبوا بخيبة أمل بعد الغياب الشبه تام للحملات الأمنية بالدوارين. و قد علمت “التجديد ” بأن سكان الدوارين يوقعون عريضة تضم أزيد من مائتي توقيعا ستوجه إلى مصالح الأمن و العمالة من أجل العمل على وضح حد للإجرام الذي أصبح متفشيا في الأحياء الهامشية من المدينة كما في وسطها، رغم تفكيك البعض منها مؤخرا وسط مدينة الناظور. و عزا أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة أسباب تناسل الشبكات الإجرامية إلى توسع دائرة توزيع المخدرات القوية ” الكحلة” التي تبدد الخوف من المدمنين عليها من أي أحد بحيث يمكنه تنفيذ أي جريمة في سبيل الحصول على مبلغ أو قيمة “خرطوشين ” من هذا النوع من المخدرات ، و قال موضحا في تصريح ل”التجديد” بأن جرائم كثيرة وقعت هنا بالناظور راح ضحيتها أمهات طعنن من قبل أبنائهن المدمنين بعدما رفضن تسليم الأموال لهم. و أيضا موقع المدينة الحدودي يتطلب موارد بشرية إضافية لقوات الأمن للتغلب على هذه العصابات خصوصا و أنها اضحت قبلة للمنحرفين من مختلف مناطق المغرب بغية العبور إلى الضفة الأخرى، كما انها محطة انتظار لكميات من المخدرات من أجل نقلها عبر القوارب المطاطية. خطر انتشار المخدرات حرك الخطباء فخصصوا خطبا حول موضوع خطر المخدرات و انتشارها كما حركت لجنة التنمية البشرية التابعة لمركز الريف للتراث و الأبحاث و الدراسات بالناظور المؤسس حديثا ، إلى إعداد مشروع يستهدف المؤسسات التعليمية و الآباء خلال حملة واسعة سترى النور قريبا حسب رئيس اللجنة ياسن الشرقاوي، سيتجند لها شبابا و شابات تلقوا تكوينا في التواصل و في كيفية مكافحة المخدرات. و قد علمت ” التجديد” أن فاعلين جمعويين يعتزمون تأسيس مركز لإيواء المدمنين على مثل هذا النوع الخطير من المخدرات القوية من أجل المساهمة في علاجهم خصوصا و أن الكثير منهم يصرخ بقوة في وجوه الناس و يترجاهم بإنقاذه بعدما أصبح يواجه موتا محققا. هذا يأتي بعد نجاح أحد المواطنين بفرخانة بمبادرة فردية إلى إنقاذ أزيد من خمس ثلاثين مدمنا على هذا النوع من المخدرات بتعهدهم بالأدوية و الأعشاب الطبية إلى أن أعفوا منها تماما. يشار إلى أن جماعة فرخانة المتاخمة للحدود الوهمية تعتبر المصدر الرئيس للمخدرات القوية بحيث يقصدها المدمنين و الباعة بالتقسيط من مختلف مناطق الإقليم.