محطة 4 فبراير، التي خرج فيها الاف الناظوريين بسلمية مبهرة للمطالبة بانقاذهم من شبح السرطان ونفخ الحياة في اقليمهم وارجاع حقوقهم، كانت تاريخية وفريدة تجمع فيها ابناء الناظور وصدحوا بصوت واحد.. فانطلقت أرجل وايدي المسؤولين محليا وجهويا وهرولوا هرولة للتجول بربوع هذه المنطقة والتقاط الصور والقاء الوعود كعادتهم والتذكير ب"مشاريعها الكبرى واوراشها" في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي وتجنب انفجار الاوضاع المهترئة ودرءا للاسوأ من سكان منطقة أصبحت متعبة جراء تكالب البشر وقساوة الطبيعة وغدر الاحبة وجشع السياسة الموسخة.. فلنجعل محطة 4 فبراير وسيلة كغيرها من وسائل الضغط على مراكز القرار وليست هدفا بحد ذاتها لمجرد التغني بها..4 فبراير كانت مجرد صرخة لحناجر كليلة اخرست طيلة عقود قبل ان تثور في وجه المركز والظلم والتهميش ومستعدة لتخرج مرارا وتكرارا للمطالبة بحقها المسلوب وتقول لااااا للحكرة..وتنبه الجميع أن هذه المنطقة لم تمت بعد كما يريد لها الكثيرون من المتربصون، ولن تموت ابدا وستبقى خالدة وصامدة في وجه كل من يريد لها شرا. نحن، ايها السيدات والسادة، في بلد ينتزع فيه الحق بقوة وكفاح ونضال شديد..اننا امام منظومة سياسية واقتصادية مركزية خاضعة لقانون الغاب والهيمنة للاقوى والاكثر نفوذا..فلا ننتضر ان يهب مسؤولو العاصمة ليغدقوا علينا بالمشاريع والفرص، بل هذا نداء لنا، مواطنين ومنتخبين ومثقفين وسياسيين وفاعلين اقتصاديين ومدنيين، للتكتل والضغط وانتزاع الحق من انياب مرتزقة الاظرفة الضخمة الاستثمارات العملاقة..نداء للتضامن وتحقيق المصالح الميكرو الاقتصادية لابناء هذا الاقليم المكافح وفرض الذات في هذا المجال وكل المجالات لضمان العيش الكريم ورفاهية حياة الابناء والاحفاد واجيال تالية.."فجلدنا لن يحكه الا ظفرنا" كما صرخ ذات يوم الوليد ميمون. إما نكون الان وننضمن مستقبل اولادنا..أو نخرس ولن نكون ابدا.