اعتمد هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب المغربي، على أسلوب "الكماشة الدفاعية" لتأمين الخط الخلفي من هجمات كوت ديفوار، بينما منح رشيد عليوي التفوق لفريق الأسود، ليكسر عقدة المغاربة. وتمكن منتخب المغرب من الفوز على كوت ديفوار بنتيجة 3-1، اليوم، الثلاثاء، في الجولة الثالثة من دور المجموعات بكأس الأمم الإفريقية، ليتأهل الفريق إلى الدور ربع النهائي لأول مرة منذ نسخة 2004، كذلك حقق أول فوز على فريق الأفيال منذ 23 عاما. وراهن رينارد على نفس الأسلوب الذي لعب به في مباراتي الكونغو الديمقراطية وتوجو، مع الدفع بيوسف الناصري من البداية، بدلا من عمر قادوري، حيث أراد أن يعطي دفعة هجومية بالثنائي بوحدوز والناصري. وأدرك رينارد أن المنتخب الإيفواري سيضغط بقوة كونه دخل المباراة على أمل الفوز فقط من أجل التأهل، لذلك تحمل اللاعبون الضغط من البداية. وعانى حمزة منيدل كثيرا خلال المباراة، إذ اعتمد منتخب كوت ديفوار على جبهته معظم أوقات اللقاء، خصوصا في الشوط الثاني، إلا أن الكماشة الدفاعية التي جهزها رينارد كانت حاضرة، وأوقفت زحف الأفيال، علما بأن أسلوب المدير الفني اعتمد أيضا على عنصر المباغتة، فجاء الهدف من تسديدة مفاجئة من عليوي، إثر هجمة مرتدة منظمة. وفيما يلي نقدم تقييما لأداء لاعبي الأسود في المباراة: منير المحمدي لم تكن مهمته سهلة بخلاف المبارتين السابقتين، حيث تحمل عبء الضغط الإيفواري، ونجح في التصدي لفرص كانت حاسمة، وكان أحد نجوم المباراة. نبيل درار لعب كالعادة في مكانه المفضل بالرواق الأيمن، غير أنه دوره كان دفاعيا أكثر منه هجوميا، وكان ذلك طبيعيا في ظل اعتماد المنافس على الأطراف. ورغم فقدان بعض الكرات في الشوط الأول، إلا أنه نجح في مهمته. حمزة منديل قدم أداءً قتاليا، لم تكن مهمته سهلة في ظل التكتل الإيفواري الذي عرفته جهته، خصوصا بحضور ويلفريد زاها، وسيرج أورييه، ونجح في بسط قوته خاصة في الشوط الثاني، حيث تصدى للكرات الإيفوارية وقام بالضغط بكل حماس. مروان دا كوستا كان حاضرا بقوة في المنطقة الدفاعية، ورد الكثير من الكرات بكل استماتة، ما حافظ على نظافة الشباك المغربية طوال المباراة. غانم سايس تألق هو الآخر، وقدم أداءً متقنا دون أخطاء، بفضل واقعيته وتركيزه الكبيرين، كان جدارا متينا أمام مهاجمي المنتخب الإيفواري، وكان أيضا من جنود الخفاء الذين أبلوا البلاء الحسن في الدفاع. المهدي بنعطية كان عليه أن يضع كل خبرته وأن يكون أكثر حضورا من المبارتين السابقتين، ارتكب بعض الأخطاء في الشوط الأول، وخسر بعض النزالات، لكنه استعاد مستواه في الشوط الثاني ولعب بشكل جيد. كريم الأحمدي رئة الأسود، لعب كالعادة في الوسط، كان يعرف أن مهمته لن تكون سهلة في هذه المباراة، لذلك عرف بعض الصعوبات في الشوط الأول، أمام تسيد الإيفواريين على جبهة الوسط. فيصل فجر كان نشيطا كالعادة، وكان قريبا من التسجيل من كرة ثابتة ردتها العارضة، لعب بقتالية ويعد أحد مكاسب المغرب في هذه البطولة. مبارك بوصوفة قام بجهد كبير، وركض كثيرا رغم أنه لم يلمس الكثير من الكرات، خاصة أن الإيقاع كان مرتفعا. يوسف الناصري حاول استغلال بعض الفرص، لكنه لم ينجح، استمات ولعب بروح كبيرة، يحسب له دوره الدفاعي، حيث كان يعود للوراء كلما انتقلت الكرة للإيفواريين. عزيز بوحدوز قدم أداءً جيدا، خصوصا على مستوى الدفاع، لكنه لم يتمكن من إكمال المباراة، بسبب الإصابة. عليوي هو عريس الليلة، والمهاجم الذي نجح في خطف الأضواء، كونه سجل هدف الفوز، بعد أن أدى مهمته كاملة في الهجمات المرتدة. منير عوبادي أشركه رينارد في آخر 8 دقائق، بهدف السيطرة على خط الوسط، ورد محاولات الإيفواريين في الدقائق الأخيرة الحاسمة.