لم يعد سوق خميس تمسمان الواقع تحت نفوذ عمالة اقليم الدريوش أكبر سوق قروي في المغرب الآن بعد أن سرقت مدينة الناظور الاضواء و حملت المشعل و تحوّل اللقب بشكل مباشر الى الناظور، و بالتالي فلم تعد المدينة التي كانت تصنف في السابق بكونها ثاني أكبر مدينة في شرق المغرب بعد وجدة بل تعدى الأمر لأن تكون أكثر من ذلك بكثير باعتبارها الآن أكبر قرية في العالم سرقت الأضواء مجددا حتى من كبرى القرى في الصين الشعبية نفسها و يبدو جليا أن الفوضى التي تسود ” القرية الجديدة ” من باعة متجولين الذي سيطروا بقوانينهم على كل أطراف المدينة حال دون أن تلتحق قرية الناظور بركب التقدّم و حل محلّ النظام الفوضى و مكان الاستقرار ، انعدام الأمن حتى بات تصدير الاجرام من منطقة لأخرى واقعا يعيشه السكان و بشكل لايكاد يمر يوم أن يدوى خبر حادث أليم في أحد أزقة القرية و يبدو أن حادث السرقة المصحوب بمحاولة الاغتصاب في الشارع العام و اشهار السكاكين في أحد الأزقة الواقعة عند أطراف السوق الممتاز المغرب الكبير و المطل على شارع تاويمة ماهو الا نموذج صغير لما آل اليه الوضع في القرية الجديدة بعد أن حاول مراهق سرقة سيدة و محاولة اغتصابها في الشارع العام مستغلا وجود العربات المجرورة من جهة والباعة المتجولين و الاكتضاض من جهة أخرى،رغم أن المنطقة تقع على بعد خطوات من دائرة أمنية و المقاطعة الحضرية الثانية و بينهما تعيش القرية الجديدة في فوضى لا مثيل لها و كأن السلطات المحلية وضعت في أجندتها حماية الباعة المتجولين من الشعب و وفرت لهم كل فرص ممارسة قانون الفوضى لكنها نسيت أو تناست على ما يبدو أن ذلك الشعب قد ينتفض يوما فتصبح معادلة اصلاح ما افسدته قوانين الفوضى صعبة و مستحيلة و يصعب الجزم حينها أن ما حدث و يحدث ، سيحدث مجددا و بشكل أقوى ان بقيت السلطات صامتة و عاجزة لا ترى الا من بعيد عما يدور في أكبر قرى العالم يحدث هذا و قرية الناظور تعيش واقعا متناقضا فرض نفسه بافتتاح مهرجان دولي لمسرح الأطفال دون أن تكون هناك خشية من السلطات من أن الوفود التي قدمت من دول عربية و أوروبية و افريقية لن تكون حبيسة المركب الثقافي مارتشيكا بالناظور و لا بمقر اقامتها مما قد يعرّض تلك الوفود للصدمة ما بعدها صدمة وان كان المغرب يعتبر وجهة هامة للسياحة العالمية فهي الآن مجرد ” كذبة أبريل ” يعيشه المغاربة على طول السنة