قد يبدو غريبا أن تجلس في مقهى الإنترنت و تتابع ما يحدث على شاشات الحواسيب التي بجانبك كلها دفعة واحدة ..لكن الحقيقة أن هناك برامج كثيرة تمكنك من ذلك ..و يمكنك تحميلها من الانترنت مجانا .. بغرض جسّ النبض فقط..قمت باستعمال أحد هاته البرامج التي تسمى ب “الريموت كونترول” -..وتأكّدت بما لا يدعو للشّك، أن عالم الإنترنت يمكن اختزاله في المغرب فقط في ثلاثة حروف ..ال”إم إس إن”..يعني الشّات.. كنت أراقب تلك الفتاة التي احتلّت مقعدا مجاورا لي ووضعت “ماكياجا” مبالغا فيه بالنسبة لبنت في مثل عمرها.. تتحدث بصوت أقرب إلى الهمس في ال”ميكرفون” المرتبط بالحاسوب وتنظر إلى الكاميرا الرقمية نظرات ذات مغزى.... المهمّ..حين فتحت النافذة التي تحتوي على “شاشة”حاسوبها فوجئت بالآنسة تتكلم بكل وقار و حشمة عن أشياء جد “حميمية”مع شخص اسمه “على جواد الزروري من تبوك”,(شي واحد عندو مع الجغرافيا يقول لينا فين جات هاد تبوك الله يرحم الوالدين).. سألها كتابة إن كان بالإمكان أن تبرز له بعضا من مفاتنها عبر الإنترنت..فامتنعت موضحة له أنها ب”السايبر” و حولها “ناس كثير” زيادة على أن هناك شخص غريب –الذي هو أنا- يظهر من تسريحة شعره أنه مجنون “عمّال يبحلق فيها” ..و أضافت أنها مستعدة لتتعرّى له بالكامل إن هو أرسل لها المال عبر ال”وسترنيونيون” لكي تتمكن من اقتناء كاميرا و إدخال خدمة الإنترنت إلى المنزل..طلب منها معلومات شخصية فلم تتردد في إعطاءه الاسم الكامل و رقمين للتليفون الجوال(عندها جوج بورطابلات !!)..الغريب أن السيد “جواد” ألح عليها أن تلتقط لنفسها ما سماه بالحرف “صور فاضحة لجسمها”.. و تبعثهم له عبر الإيميل بشكل مستعجل..بعد ذلك “يشوف واش يسيفط لفلوس أو لا”.. أحتفظ بتسجيل حيّ لهذه المحادثة و الذي لن أنشره طبعا تفاديا للتّشهير.. محادثة أخرى في نفس مقهى الإنترنت.. لفتاة مراهقة مع شخص يظهر من سحنته أنه مغربي , يكتب باللغة الدارجة المرقونة بحروف فرنسية..”بعدا ماشي برّاني”.. لكن المصيبة أنهما يقومان بممارسة الجنس الافتراضي عبر الانترنت !! الفتاة الخجولة ركّزت الكاميرا على ما ظهر من صدرها بطريقة فنية غير مثيرة للشبهة..في حين كان الفتى- في الضّفة الأخرى- يمارس العادة السرية بحماس... !! للتشهير طبعا أنشر صورة من هاته المحادثة مع إخفاء ما هو مخل بالآداب العامّة بواسطة مربع أسود. الواقع أني دخلتُ لمقهى الكتروني لأكتشف فجأة أنّي داخل ماخور للدعارة الالكترونية!!..فهناك شاب يقوم “بتجريد” فتاة أجنبية من ملابسها بلغة فرنسية عجيبة !!..و هذه صورة المحادثة: ترى..ماسر هذا التفسخ الأخلاقي الذي نزل على هذا الجيل دفعة واحد