جنب ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الحديث عن حزب التجمع الوطني للأحرار سواء ايجابا أو سلبا. لكن في المقابل تحدث زعيم البيجيدي، في لقائه أمس بقيادات شبيبة حزبه بعد زيارتهم له في بيته، عن التحالف الصلب القائم الان بين حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية. وأضاف أن هذا التحالف تعزز وتقوى أكثر بعودة حزب الاستقلال، إلى مكانه الطبيعي إلى جانب الأحزاب الوطنية الكبرى. وقال إن "حزب الاستقلال رجع بقوة وبإشارات إيجابية". أما حزب التقدم والاشتراكية، فقد أبان عن وفاء كبير، رغم أنه أدى فيه الثمن غاليا، لاسيما الأمين العام للحزب نبيل بنعبد الله، في إشارة لا تخلو من دلالات سياسية كبيرة، باعتبار المحنة التي واجهت مؤخرا حزب الكتاب. المصادر أشارت، إلى أن ابن كيران تحدث بقوة على أن حزب العدالة والتنمية سيتشبث بما أوتي من قوة بالقيم والمبادئ التي يبني عليها خطابه وفعله السياسي، وسيستمر على نفس النهج، داعيا شبيبة الحزب، باعتبارها مستقبل هذا الحزب، إلى الحرص على هذه القيم مهما كانت الظروف، لأن ذلك ما يميز "العدالة والتنمية" في الساحة السياسية وتجعل الناس يقبلون عليه، بحسب بنكيران. وشدد زعيم البيجيدي على أن حزبه "سيحترم إرادة المواطن وسيدافع عن قرار الشعب المغربي بقوة". وعاد وشدد مجددا على أنه كرئيس للحكومة، وكذلك قيادة العدالة والتنمية لن تتخلى عن حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية من تشكيلة الحكومة الذي يحاول تشكيلها. وحاول ابن كيران، توضيح جوهر القيم التي يتأسس عليها حزبه، بالقول إنه إذا اقتضت مصلحة الوطن حل حزب العدالة والتنمية، فإنه لن يتردد في ذلك، قبل أن يردف قائلا "لكن المصلحة الآن تقتضي من حزب العدالة والتنمية ومن شبابه الحرص على القيم، وعلى تحقيق الانتقال الديمقراطي الحقيقي". وأكد الأمين العام لحزب البيجيدي، على هذا الموقف بعدما لفت إلى أن حزبه لم يأت لا لمنصب ولا لجاه.. وأشار ابن كيران في ذات الاجتماع إلى أن الساحة السياسية في المغرب طرأت عليها تغييرات كبيرة، خاصة على مستوى الطبقة السياسية. وأضاف أن الناس تعاملوا مع العدالة والتنمية، وجربوها فوجدوا فيه نموذج الحزب الذي يريد الاصلاح ويتمثل الكثير من القيم السياسية الايجابية من قبيل نكران الذات والتضحية والحرص على نظافة اليد، مما جعلهم يقبلون عليه بقوة. وتابع أن هذا النموذج الذي يتبناه البيجيدي أصبح يغري الكثير من الطبقة السياسية ورجال الاعمال وغيرهم، وأصبحوا يقبلون عليه بقوة. ونبه ابن كيران شبيبة، حزبه إلى عدم التأثر بما سماها "التقلبات"، التي تطرأ على المشهد السياسي من حين لآخر. وقال "أنتم فاهمين دوركم في الدنيا والمنهجية اللي انتم شادين فيها". وأضاف :"نحن في حزب العدالة والتنمية لا نتعامل مع المجتمع مثل ما يفعله صراف العملة، الذين تعطيهم عملة داخلية فيمكنوك من عملة خارجية او العكس بل نتعامل بقواعد أخرى". كما دعا شبيبة الحزب، وكل الفاعلين إلى ضرورة مواجهة محاولات النكوص أو الردة على الخيار الذي اختار الشعب، وورد واضحا في الدستور المغربي. وقال عبد الاله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إنه كان يتوقع أن يتلقى حزبه "هزيمة" في الانتخابات الأخيرة، ملمحا إلى ما كان يدبر في الخفاء لمنع وصول البيجيدي إلى الحكم مرة أخرى. وأردف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي كان يتحدث لشبيبة حزبه، أمس السبت، قائلا :"لكن ما وقع كان كرما من عند الله". وتابع ابن كيران "إن الله أكرمنا بنصر تلو نصر"، مشيرا إلى أن النصر الأول كان في 2011، والثاني في 2015، والثالث في 2016 عندما احتل العدالة والتنمية الصدارة ب 125 مقعدا لأول مرة في تاريخ المغرب. وأوضح ابن كيران أن هذه الانتصارات التي حققها "العدالة والتنمية" تعني أن أساليب المكر والخداع الذي كان يقوم بها خصومه "لم يكن لها أي نتيجة". وشدد على أنه رغم المسيرة المجهولة التي خرجت في الدارالبيضاء، قبيل الانتخابات للتعبئة ضد حزب العدالة والتنمية، ورغم الكثير من المناورات الأخرى، إلا أن الشعب المغربي قرر التصويت على "المصباح". واعتبر أن تصويت المغاربة، بكثافة، لصالح العدالة والتنمية لتأكدهم من نظافة يد قيادات البيجيدي، وفهمهم أن ما يشاع عن هذا الحزب غير صحيح. وشدد على أن حزبه ظل وسيظل دائما وفيا للقانون وللمؤسسات وللملكية، حتى لو اقتضى الأمر حل الحزب اذا اقتضت مصلحة البلاد ذلك. وأضاف أن "البيجيدي"، لن يتسبب في أي أذى لبلده، وسيستمر في هذا الطريق إلى النهاية مهما حصل.