أكد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أنه رغم اختلاف المرجعيات بين حزبه وحزب التقدم والاشتراكية، فإنه كان دائم الاحترام لأعضاء هذا الحزب للالتزام الذي يتحلون به جميعا، وهذه قيمة تكاد تكون مفقودة في الحياة السياسية المغربية، يضيف ابن كيران، الذي أشار إلى أن هذا اللقاء التشاوري بين الحزبين جاء متأخرا، وإن كان التشاور بينه وبين الأمين العام لحزب الكتاب وبقية أعضاء الحكومة لم ينقطع وظل مستمرا، ومفيدا وأخويا. واعتبر ابن كيران، في اللقاء التشاوري الذي جمع الأمانة العامة لحزب المصباح، والديوان السياسي لحزب الكتاب، بالمقر المركزي للعدالة والتنمية بالرباط اليوم السبت، أن أهم ما نتج عن هذه التجربة الحكومية بغض النظر عن حصيلتها الايجابية جدا، هو "ما تكرس من قيم الاحترام والود بيننا، وتخطِينا لمواقف حرجة". وأردف أن أمين عام حزب الكتاب، غامر في تلك المواقف الحرجة بحزبه، ولم يختر الاصطفاف وراء الوهم، وصمد ضد التيار، حيث إن هناك فئة منذ الاستقلال إلى الآن لا تريد أن تعطي للشعب أن يتصرف في قراره، وهذه فئة، يوضح ابن كيران، تتموقع بين جلالة الملك والطبقة السياسية، يسكنها منطق الاستعمار الذي يُحصِل الاستفادة لطبقته وللطبقة الوسيطة دون غيرهم من عموم الشعب المغربي، مضيفا أن خطورة هذه الفئة قائمة على المؤسسات وعلى رأسها المؤسسة الملكية، و"هي التي نعتبرها نحن وأنتم الضمانة لقوة بلادنا واستمرارها وإشعاعها"، يقول ابن كيران. واعتبر أمين عام حزب المصباح، أن حزب التقدم والاشتراكية من الأحزاب الكبرى بلا مجاملة لأن الكبر ليس مرتبطا بالتمثيلية، ولكن بالحفاظ على وحدة الحزب والقيام بالمرجعات الضرورية وبالانتصار لقيم المعقول والمصداقية والمحافظة على استقلالية القرار الحزبي، ولا اعتراض لدي اليوم، يقول ابن كيران، "أن تكونوا أنتم الحزب الأول في البلاد، فأنا أفضل أن أتنافس مع أحزاب عادية، وليس مع أحزاب خلقت بين عشية وضحاها وأضحت بحجم مريب". وتابع أن هؤلاء يريدون الهيمنة على الأحزاب، ونحن أحرار ونريد الحفاظ على حريتنا، ونحن مع الملك بإرادتنا وبدون مقابل"، مردفا "يبدو أن مسارنا معا سيكون طويلا، وسنكون معا وسنستمر معا سواء في الحكومة أو في معارضة الحكومة وهذه قناعتنا، ونتائج الانتخابات بالنسبة لي لا ترهبني ولا تشكل لي أي إشكال كيفما كانت نتائجها".