بعد مرور شهر ونصف تقريباً على انتخابات السابع من أكتوبر، لم يتمكن عبد الإله بنكيران، المكلف من قبل الملك بتشكيل حكومة جديدة، من الخروج من عنق الزجاجة، بل ازدادت أموره تعقيداً منذ يوم أمس الثلاثاء 15 نونبر 2016، خصوصاً بعدما طفت على سطح الأحداث خلافات عميقة نشبت بينه وبين رئيس التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش من جهة، وبينه وبين إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي من جهة ثانية، أخنوش أخذ موقفاً من بنكيران بعد وصفه لحزب الحمامة ب "المعطوب"، فيما أحرق زعيم حزب المصباح ورقته مع الإتحاد الإشتراكي، بعد أن حمّله مسؤولية تعثر تشكيل الحكومة، جرّاء الشروط التي وضعها الحزب للدخول في توافق مع بنكيران. وعن أبعاد حالة "البلوكاج الحكومي" الذي تعيشه المملكة في الوقت الراهن، قال ميلود بلقاضي أستاذ التواصل السياسي بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن "المغرب يعيش أزمة أخلاقية سياسية حقيقية"، مضيفاً أن المواقف الأخيرة لكل من العدالة والتنمية والأحرار والإتحاد الإشتراكي، تبرهن على أن تشكيل الحكومة "لن يكون سهلا، ويمكن أن يتأخر إذا لم يتدخل الملك". وأعتبر بلقاضي في تصريح لجريدة "كشك" الإلكترونية أن هذا "البلوكاج"، جاء بعدما صدر عن عبد الإله بنكيران ما ليس في مستوى منصبه كرئيس للحكومة، فيما يتعلق بما وقع بينه وبين أخنوش، إذ يتطلب منه ذلك واجب "التحفظ والإلتزام بسرية المفاوضات وعدم فضحها مباشرة"، يقول ذات الباحث، الذي أكد على أن ما صدر عن المكلف بتشكيل الحكومة، من شأنه التأثير على التعجيل بخروج الحكومة المرتقبة. وأوضح الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، أن "التصادم" بين بنكيران وزعيمي الحمامة والوردة، من شأنه أن يزيد في تأخير تشكيل الحكومة، مما سيؤثر سلبا على الرأي العام الذي صوت من أجل إخراج حكومة في أجل معقول، وليس إدخالها إلى متاهات "العبثية ومنطق الغنائم كما جاء في الخطاب الملكي"، مُبرزاً أن وضع "البلوكاج الحكومي" لن يقبله الملك، والذي لا محالة "سيتدخل لوضع حد لهذه الأزمة، كي يرى المغاربة حكومة في مستوى تحدياتهم وتطلعاتهم". وفي هذا الصدد، قال ذات الخبير المغربي في الشأن السياسي الوطني: "إذا لم يتدخل ملك البلاد فسيصعب أن نجد تقارباً بين الأحزاب التي ترغب في الدخول إلى الحكومة، لأن ما وقع بينها الآن ليس بالأمر الهين"، مضيفاً أن "الأمر ازداد تعقيداً، وفي غياب تدخل مباشر من المؤسسة الملكية وبكيفية صارمة، فلن ترى الحكومة لا اليوم ولا غداً !"