إنطلاق أشغال بناء تجزئات سكنية بمجموعة ملاعب ” بيستا ” الرياضية أريفينو / محمد بوكربة عرفت مدينة أزغنغان في السنين الأخيرة و بشكل تدريجي إنقراضا لمرافقها و فضاءاتها الرياضية التي كانت تستقطب شباب المدينة لممارسة مختلف الأنواع الرياضية و منها على الخصوص كرة القدم باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية، و يأتي هذا الإنقراض بالدرجة الأولى بسبب التوسع العمراني الذي تشهده المدينة، حيث لم يعد أي أثر للعديد من ملاعب الأحياء التي مر منها لاعبون كبار لعبوا في مستويات عليا ، كما ساهم كذلك تنقيل السوق الأسبوعي إلى ملعب ” براناذا ” الشهير في التأثير سلبا على الممارسة الرياضية بمدينة أزغنغان بعدما كان ملعب ” برناذا ” وجهة و قبلة لجل شباب المدينة و رياضيها، حيث كان يحتضن عددا هاما من المباريات طيلة أيام الأسبوع و على مدار السنة كما كانت تجرى فيه العديد من الدوريات مما ساهم في بروز العديد من الطاقات و المواهب التي أبانات عن علو كعبها و دافعت عن قميص فرق المدينة في البطولات المحلية و الوطنية... و من بين اخر مظاهر اكتساح التوسع العمراني على حساب فضاءات الخاصة بممارسة الرياضة، نجد إنطلاق أشغال بناء تجرئات سكنية بمجموعة ملاعب ” بيستا ” الرياضية ، و ذلك بعد الشروع في الأشغال في الأيام القليلة الماضية من طرف شركة ” العمران ” المكلفة بإنجاز المشروع ... و تعتبر ملاعب ” بيستا ” إحدى المعالم التاريخية الهامة لمدينة أزغنغان، إذ يعود إنشاؤها لفترة الإستعمار الإسباني للمنطقة، حيث كانت على شكل مركب رياضي يتوفر على عدة ملاعب رياضية خاصة بممارسة مختلف الأنواع الرياضية : كرة القدم، كرة السلة ، كرة اليد، ألعاب القوى ...كما أن مجموعة ملاعب بيستا كانت طيلة السنين الماضية وجهة شباب المدينة الذين يقصدونها على مدار الأسبوع لممارسة شتى أنواع الرياضة، كما تعتبر معقل العديد من نجوم و رموز الرياضة بالمدينة الذين مارسوا بملاعبها العتيقة ... و قد سبق لملعب ” بيستا ” الكبير – بعد ترميمه – أن إحتضن مباريات هامة لنادي وفاق أغنغان بعد صعوده إلى بطولة القسم الوطني الأول هواة مع بداية القرن الحالي حينما كان الملعب البلدي خاضعا للإصلاح و التعشيب، كما إحتضن الملعب كذلك العديد من الدوريات الناجحة خاصة خلال شهر رمضان ... بعد هدم ملاعب بيستا و تحويلها إلى تجزئات سكنية يمكن الحديث عن إنقراض شبه تام للفضاءات الرياضية بمدينة أزغنغان ليتبادر إلى الأذهان تساؤل محير حول مصير مستقبل شباب المدينة الذي يبقى معرضا لمختلف أنواع الإنحراف في ظل الفراغ المهول الذي تشهده المدينة على مستوى المرافق و الفضاءات الرياضية ...