صرح سليمان شهيد ، وهو مهاجر مغربي حمل على عاتقه مسؤولية البحث والتقصي لسنين طويلة، مقتفياً آثار مهاجر سريّ شاب ، حط رحاله بأوروبا سنة 1989، متنقلاً بين إسبانيا وفرنسا وبلجيكا ، قبل أن يستقر لفترةٍ بهولندا، لتنقطع أخباره فيها بشكل نهائي بُعيد قضائه لفترة قصيرة في السجن سنة 1992. سليمان شهيد اهتدى أخيراً لمكان الشاب المختفي محمد شكري بأوربا دون ذكر تفاصيل أكثر . كان محمد شكري، ذو ال 26 عاماً آنذاك، ابن كبدانة من قرية "أركمان" بضواحي الناظور قرر الهجرة بشكل سري إلى أوروبا، رغبة منه في الوصول إلى هولندا حيثُ يستقر العديد من معارفه وذويه، وفي سنة 1989 انتقل إلى مدينة طنجة ليستقر بها ل 3 أشهر متحيّناً فرصة يتمكن فيها من العبور إلى الضفة الأخرى بشكل سري، وبُعيد تمكنه من ذلك، تواترت أخبارهُ إلى أهله ل 3 سنين قبل أن تنقطع بشكل مُريب. هذا الإختفاء الغامض لمحمد شكري، دفع بسليمان شهيد، وهو صديق مُقرب للعائلة مقيم بهولندا، إلى تبنّي قضيته، محاولاً تقفّي آثاره لعقدين من الزمن وبشتى الطرق الممكنة، وذلك إكراماً لوالدي هذا الأخير، اللذين ظلاّ طوال تلك المدة مستمسكين بحبل واهنٍ من الأمل. يقول شهيد في تصريح لإحدى الصحف:" في الوهلة الأولى أخذت القضية ببساطة، لكن عندما التقيت والديه، ورأيت مدى اشتياقهما إليه ودرجة معاناتهما، قرّرت أن أتبنى القضية بكل جوارحي"..