مدينة الناضور مدينة حميرية بامتياز يلعب فيها الحمار الدور الاول بحضوره الوازن في كل شوارعها وازقتها وهي الوحيدة على الصعيد الوطني التي يضطر فيها اصحاب السيارات الفارهة والغالية الثمن الى السير وراء الحمار وسط شارع محمد الخامس وانتظاره حتى يركن الى احد الزوايا ليتموا سيرهم، كما تمتاز ايضا بتلاوين الفراشة الذين يأتون من كل صوب وحدب لممارسة تجارتهم عن طريق احتلال كل الفضاءات والشوارع المتواجدة بالمدينة لتتحول ليلا الي مدينة ازبال وجرذان واوساخ.كل هذا يحدث تحت مسمع ومرئ المجلس البلدي والسلطة والمجتمع المدني وصمت الجميع كأنه قدر محتوم وقد جلس معي البارحة احد اعضاء المجلس البلدي فئة "ا" الذين كان لهم الحظ في تسيير وتدبير الشأن المحلي ومن باب الغيرة علي هذه المدينة البئيسة واليائسة سألته عن هذه الظاهرة الغريبة والواسعة الانتشار التي تزيد يوم بعد يوم استفحالا الا وهي ظاهرة احتلال الملك العمومي فاجابني بكل ثقة علي ان ما تشهده المدينة من تخريب وتشويه عمل مقصود من جهات خارجية ولما حملت المسؤولية للمجلس البلدي انتفض وقال نحن لا ترد علينا شكايات في الموضوع فالناس استأنسوا بهذه المناظر ولم تعد تزعجهم.استغربت لهذا الجواب وقلت في قرارة نفسي كم يلزمنا من الوقت لايقاظ هؤلاء من سباتهم العميق وشككت ان يكون قد وقع لهم ما وقع لاهل الكهف فانصرفت بعدما اديت للنادل ثمن فنجان القهوة الذي ارتشفته تحت ضغط الاعصاب وفي نفسي غصة وحرقة عما آلت البه مدينتي.