من واقع متابعتي للتغطية المتميزة التي يقدمها موقع أريفينو للمشاريع الكبرى بالناظور و خاصة مشروع مرجان، لاحظت أن عددا من التعليقات تمضي باتجاه إستنكار تخصيص جناح للخمور بهذا المركب التجاري بل و تدعو لمقاطعته... و مع إحترامي الشديد لهذه الآراء فإني أراها في أغلبها ذات بعد عاطفي بعيد عن واقع الحال و كأن هؤلاء لا يعيشون في الناظور أو لنقل لا يعيشون في نواحيها و لا يدرون بما يقع ببارات مليلية كل ليلة كما لا يعلم أن أفراد قبيلة الشاربان (على وزن الطالبان) بإقليمنا يعدون بالآلاف حتى لا أقول بعشرات الآلاف... إننا شئنا أو أبينا نعدد بيننا نحن ساكنة الناظور عددا لا بأس به من متناولي الخمور بشتى أنواعها الرخيص و الراقي... هذه الفئة من المجتمع تجتمع كل ليلة بفنادق الناظور المرخص فيها بيع الخمور كما تملأ كراسي بارات مليلية و في الغالب الأعم تتسوق من كراب الحي و تنزوي في الأماكن المظلمة لتمارس طقوسها ... و هذه الفئة جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي نعيش فيه في الناظور أو حتى في المغرب حيث يباع 30 مليون لتر من الخمور سنويا... إنني في هذه الورقة التي أحببت بسطها لا أدافع عن الخمور و عبد ربه ليس من شاربيها و لكني رأيت أن عدم قدرة المجتمع على الإنسجام مع واقعه خطر يهدد تطوره... فملايين السنتيمات التي تهدر يوميا بالناظور و الملايير التي تستهلك سنويا في شراء الخمور المهربة من مليلية أو السفر للتقرب منها ببارات مليلية، جيوب المغاربة أولى بها من جيوب غيرهم... إن مسؤولي مرجان و معهم من يتابع حركة الرواج الإقتصادي للمساحات التجارية الكبرى يعلمون جيدا أن أرباح جناح الخمور تتجاوز أرباح عدد كبير من أجنحة المواد الإستهلاكية الأخرى مجتمعة و تساهم في خطط هذه المؤسسات لتخفيض سعر عدد من المواد الإستهلاكية، لذا فشركات كبرى مثل مرجان لا تبالي بأصوات المعترضين و المقاطعين ما دام واقع الحال يزكي خطها التجاري... كما أن وجود جناح خمور بمرجان سيكون له تأثير أمني واضح فهو يهدد تجارة عدد من الكرابة الصغار و قد يساهم في وقف أعمال عدد منهم مما يعني نقطا أمنية سوداء أقل كما سيخفض بشكل كبير عدد رحلات تهريب الخمور من مليلية و ما ورائها من الراليات في شوارعنا كما أن مركزة بيع هذه المواد ستساهم و لا شك في التخفيف من الأخطار التي تنتج عن تناول الخمور بعدد من أحياء المدينة و أخيرا و ليس آخرا فإن جناح الخمور بمرجان سيساهم في خنق مليلية من واقع ضرب تجارة تهريب الخمور القادمة منها في مقتل إن الخمر محرمة و ملعونة دينا و أخلاقا و القانون المغربي يجرم بيعها للمسلمين و لكن واقع الحال شيئ آخر و الكل يعرفه كما أن المستقبل السياحي للمنطقة سيفرض عليها آليات تجارية و مجتمعية جديدة أبى من أبى و كره من كره... هذا رأيي أطرحه و لا أفرضه... فبالنسبة لي إيلا كاين بنادم غا يسكر غا يسكر اللهم يخلي فلوسو هنايا و ما يعطيهمش للسبنيول....