كشفت تسريبات حصلت عليها قناة "VTM" البلجيكية، نقلتها عنها صحيفة "إلباييس" الإسبانية، معلومات خطيرة ومثيرة حول الأدوار الكبيرة التي كان يضطلع بها الجهاديون المغاربة في سوريا وكذلك في التحضير وتنفيذ الاعتداء الإرهابي الذي هز العاصمة الفرنسية باريس في 13 نونبر الماضي. وأوضح الجهادي المغربي محمد عربيني، المعروف ب"صاحب القبعة"، أحد مفجري مطار بروكسيل في مارس الماضي والذي يقبع حاليا في السجون البلجيكية، للمحققين أن صديقة الجهادي المغربي عبد الحميد أباعوظ، العقل المدبر لاعتداء باريس والذي قتل في حي "سان دوني"، كان يقود كتيبة تتكون من 1000 انتحاري ومقاتل، أغلبهم ينحدرون من بلجيكاوفرنسا (من بينهم مقاتلين من أصول مغربية). عبريني أوضح كيف أن عبد الحميد أباعوظ انتقل من "مقاتل عادي" في التنظيم الإرهابي داعش إلى "أمير"، مضيفا أن عبد الحليم حقق انتصارات عدة في مجموعة من المعارك في سوريا مما سمح له بكسب ثقة التنظيم. وأردف عبريني قائلا:"طلب مني أباعوظ في مناسبات عدة البقاء في سوريا وأن أتحول إلى مقاتل، لكن رفضت ذلك: لم أرغب في البقاء في بلد يعيش على إيقاع الحرب". عبريني كشف أيضا أن الجهادي المغربي صلاح عبد السلام، الباقي الوحيد على قيد الحياة من أفراد الخلية التي قامت بتفجيرات باريس، هو العقل المدبر اللوجيستيكي لاعتداءات باريس، إذ أنه عمل على استقطاب وتجنيد انتحاريي باريس، مضيفا "باستثناء جهاديين او ثلاثة الذين انتقلوا لوحدهم من سوريا، فإن صلاح كان وراء إدخال جميع الجهاديين القادمين من سوريا والمتورطين في تفجير باريس"، موضحا أن صلاح "وضعهم بين اللاجئين القادمين من سوريا"، وحول مصدر تلك المعلومات، أكد عبريني أنه "كان ينم معهم في الشقق التي كانوا فيها"، موضحا أنه تعلم منهم "أشياء كثيرة". أكثر من ذلك فعبريني أوضح الكيفية التي هرب بها من باريس بعد الاعتداءات، إذ كان يتنقل بين المقاهي والمطاعم، وينام في الساحات العمومية، موضحا أن مذكرة البحث التي صدرت ضده بعد الهجمات لم تمنعه من الهروب قائلا:"مذكرة البحث الدولية، أي مبحوث عني.. كل هذا لا يعني أي شيء"، قبل أن يتذكر بنوع من الاستهزاء قائلا "كنت أمر كل يوم أمام العسكريين والشرطة. لا يمكن للأمن أن يمنع الاعتداءات على الإطلاق". وتأتي اعترافات الجهادي المغربي محمد عبريني في الوقت الذي أشار فيه موقع "voltairenet" الإسباني، نقلا عن الصحافة البريطانية إمكانية ان يكون عبريني اشتغل كمخبر لدى مصالح الاستخبارات البريطانية، مضيفا ان رفض القضاء البلجيكي ترحيله إلى فرنسا رغم إلحاح هذه الأخيرة قد يكن راجعا إلى رغبتها في فك "شفرة إمكانية ارتباطه" بالأجهزة الأمنية البريطانية.