عادت أصابع الاتهام لتوجه إلى الدولة البلجيكية من جديد بالتساهل مع الجهاديين المغاربة، الذين كانوا جزءا من الكومندو، الذي قاد الاعتداءات الإرهابية، التي هزت العاصمة الفرنسية باريس في 13 نونبر الماضي، والتي خلفت 130 قتيلا، إذ كشفت إذاعة " RTL " الفرنسية أن 16 أسرة من أسر الضحايا ال130 قرروا جر بلجيكا إلى المحاكمة نظرا إلى ما أسموه عدم اتخاذها الإجراءات الضرورية لتجنب الاعتداءات، متهمين بلجيكا بارتكاب أخطاء في مراقبة الجهاديين المغاربة، صلاح عبد السلام (معتقل في فرنسا)، وإبراهيم عبد السلام (فجر نفسه خلال الاعتداء)، وعبد الحميد أباعوظ (قتل في مداهمة للأمن الفرنسي). وتستند أسر الضحايا في قرارها بمتابعة الدولة البلجيكية إلى تقارير سرية للشرطة البلجيكية، تفيد أن مصالح الاستخبارات البلجيكية كانت تتوفر على معلومات كان يمكن من خلالها إشعار الشرطة، وكذلك تجنب اعتداء باريس. كما أن الأسر تدعم ملفها بتقرير يفيد أنه في أوائل 2015 تقدم شخص بمعلومات حساسة ومهمة حول صلاح عبد السلام إلى الشرطة المحلية بمولنبيك، تفيد أن صلاح يتواصل مع الجهادي المغربي الآخر عبد الحليم أباعوظ، مما دفع الشرطة البلجيكية إلى إصدار مذكرة بحث عنهما، إلا أن المثير هو أن صلاح تقدم بمحض إرادته إلى مخفر الشرطة ليقول إن أباعوظ مجرد صديق سابق، ليتم إطلاق سراحه في الحين.