عادت أصابع الاتهام لتوجه إلى الأجهزة الأمنية البلجيكية، من جديد، بالتساهل مع الجهاديين المغاربة الذين كانوا جزءا من الكوموندو الذي قاد الاعتداءات الإرهابية التي هزت العاصمة بروكسيل في 22 مارس الماضي، والتي خلفت 35 قتيلا، إذ كشفت «Le Parisien» الفرنسية أن الجهادي المغربي محمد عبريني، المعتقل في السجون البلجيكية منذ 8 أبريل الماضي، كان مراقبا من قبل الشرطة البلجيكية، على الأقل حتى 13 نونبر 2015، يوم تفجير العاصمة باريس، مضيفة أن الأمن البلجيكي كان يعلم بمرافقة عبريني للجهادي المغربي الآخر صلاح عبد السلام، «المدبر اللوجستيكي» لاعتداء باريس، وصديق العقل المدبر لتلك الاعتداءات، الجهادي المغربي عبد الحميد أباعوظ، الذي قتله الأمن الفرنسي في مداهمة أمنية في حي «سان دوني» الباريسي بعد الاعتداء. المصدر الفرنسي أشار أيضا إلى أن الأمن البلجيكي وضع محمد عبريني تحت المراقبة منذ يوليوز 2015 (أشهر قليلة قبل اعتداءات باريس) عندما شكوا في سفره إلى تركيا بعد قضاء عقوبة حبسية، لكنه عندما عاد من تركيا انتبه إلى أن عيون الأمن تتابعه، ما دفعه إلى تقديم نفسه بشكل طوعي إلى أحد مخافر الشرطة بحي مولنبيك، حيث أكد للمحققين أنه سافر إلى تركيا من أجل السياحة، وأنه قضى أسبوعا في لندن وبضعة الأيام في باريس. وتعتبر هذه ثاني مرة توجه فيها أصابع الاتهام إلى الأجهزة الأمن البلجيكية، بعد تأكيد تقرير فرنسي سابق أنه في أوائل 2015 تقدم شخص بمعلومات حساسة ومهمة حول الجهادي المغربي، صلاح عبد السلام، إلى الشرطة المحلية بمولنبيك، تفيد بأن صلاح يتواصل مع الجهادي عبد الحليم أباعوظ، ما دفع الشرطة البلجيكية إلى إصدار مذكرة بحث عنهما، إلا أن المثير هو أن صلاح تقدم بمحض إرادته إلى مخفر الشرطة ليقول إن أباعوظ مجرد صديق سابق، ليتم إطلاق سراحه في الحين.