تشهد بعض الأحياء بالناظور في المدة الأخيرة، اختلالات أمنية، عكستها حوادث الاعتداء المختلفة التي تعرض لها عدد من المواطنين من طرف أشخاص ذوي سوابق، ومبحوث عنهم في قضايا تتعلق بترويج المخدرات القوية، واعتراض سبيل المارة تحت التهديد بالأسلحة البيضاء. أوضح عدد من الضحايا في اتصال ب»الصباح»، أن أفراد عصابة يهددون ضحاياهم بالسيوف والهراوات، قبل اعتراض سبيلهم، ما خلف حالة هلع دائم بين سكان عدد من المناطق، كما تلقت المصالح الأمنية في المدة الأخيرة شكايات تتعلق باعتداءات مماثلة نفذها أفراد عصابات تحترف ترويج المخدرات القوية وسلب المواطنين ممتلكاتهم بالعنف تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض. وفي هذا الصدد أورد أحد الضحايا في شكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالناظور، أن زعيم عصابة لترويج المخدرات بحي أولاد بوطيب، المدعو «ق.س»، يستعين بسلاح ابيض عبارة عن سيف يشهره في وجه كل من يحاول الاقتراب منه أو ثنيه عن اعتداءاته المتكررة على المارة. وأضاف الضحية في تصريح ل»الصباح»، أن المعتدي برفقة أشخاص آخرين مجهولين يتنقلون على متن سيارات مزورة لزرع الرعب في أوساط السكان، وقد «القي القبض على زعيم العصابة قبل أيام، قبل أن يتم إطلاق سراحه في ظروف غامضة، ليعود إلى سابق نشاطه المعهود»، تضيف الشكاية ذاتها. وفي السياق ذاته تؤكد شكاية وجهت حديثا للنيابة العامة بالمحكمة الابتدائية، أن أفراد العصابة ذاتها من ذوي السوابق العدلية، وصدرت مذكرات بحث بحق عدد منهم، دون أن يتم توقيفهم لحد الساعة، بالرغم من تلقي المصالح الأمنية لعدد من الشكايات بخصوص اعتداءاتهم داخل الحي المذكور. وحمل مواطنون التقتهم «الصباح» مسؤولية هذه الاختلالات الأمنية إلى غياب استراتيجية أمنية واضحة لحفظ الأمن ومحاربة الجريمة، وهو ما يعكسه على الخصوص تراخي الدوائر الأمنية في أداء مهامها، وتراجع مثير في عمل الدوريات الأمنية بجل الأحياء، بما في ذلك الأحياء الواقعة وسط المدينة، ما ولد لدى السكان مخاوف يومية نتيجة إحساسهم بانعدام الأمن، سيما أمام تكرار الاعتداءات المسجلة في المدة الأخيرة، مشددين في الوقت نفسه على أن «تقاعس» الجهات المعنية هو ما فسح المجال أمام الجناة لمواصلة نشاطاتهم الإجرامية في واضحة النهار وبشكل علني. تجدر الإشارة، أن التحريات التي باشرتها الشرطة القضائية بالناظور في عدد من القضايا، سيما المتعلقة منها بتهريب المخدرات والاختطاف والسطو، غالبا ما تفضي إلى حجز سيارات مزورة تستعملها العناصر الإجرامية لتنفيذ أنشطتها، كما اتضح في الكثير من الحالات وجود صلة وثيقة بين أفراد العصابات المختلفة التي تم تفكيكها وتنامي عدد السيارات المزورة التي تجوب عددا من مناطق الناظور بحرية مثيرة، بما في ذلك وسط المدينة، حيث سجل استعمالها في عمليات تهريب مكشوفة للسلع القادمة من مليلية، أو تهريب الوقود الجزائري، كما يلجأ أفراد عصابات أخرى إلى استعمالها لاعتراض سبيل المارة والاختطاف وترويج المخدرات القوية، في عدد من الأحياء. عبد الحكيم اسباعي (الناظور)