إن ما يثير الدهشة و الاستغراب لدى المتتبع لدعوة 20 فبراير كون التيارات الداعية إلى التظاهر لا يجمع بينها ولو مبدأ واحد أو حتى موقف موحد في أدبياتها و قناعاتها السياسية و الإيديولوجية ومن غرائب الدنيا أن يلتقي النهج الديمقراطي التيار الماركسي العلماني (الملحد) مع العدل والإحسان التيار السلفي ذي المرجعية الدينية المتطرفة وفئة من الأمازيغ التي خاضت معارك ضارية ضد التيارين العدلي و النهج داخل أسوار الجامعة و خارجها بلغت حد سفك الدماء، وبين هذا و ذاك تتواجد فئة من شباب الفايسبوك التائهة بين الغزو الثقافي الغربي ووطن لم تستطع منظماته السياسية أن توفر لهم المجال لإثبات الذات و تفجير الطاقات بعد أن اكتشف نفسه من خلال ما قام به جيله من بطولات في تونس ومصر بدا و كأنه ينظر إلى نفسه في المرآة دون أن يميز بين الخصوصيات و الظروف السياسية لكل بلد وأنماط حكمها . فما الذي يوحد هؤلاء و أولئك على موعد 20 فبراير رغم تضارب المرجعيات وتنافي الأهداف فإذا كان من المسلمات أن لا مستقبل يجمع بين هؤلاء فإن الانتهازية المتبادلة فيما بينهم هي القاسم المشترك رقم (1) فالعدليون الحاملون لمشروع تغيير المغرب المستند على رؤية القومة في منام الإمام قرروا التحالف من أجل تحقيق المراد و لو بالتحالف مع الشيطان ( النهج الديمقراطي ) و هذا الأخير استغل من جهته ما يجري من تغيير في البلدان العربية لإخراج شعاره الخالد من الأرشيف الشيوعي ثورة الجماهير الشعبية ولو باللقاء في ساحة واحدة مع القوى الظلامية حسب قاموس النهج . أما القاسم المشترك رقم (2) بين النهجيون و العدليون فهما معا يحملان ضغينة وحقدا ضد الدولة لما تعرضا له من تعسف و اضطهاد في العقود الماضية خلال سنوات الرصاص فهما الآن ينتقمان من ماض سياسي رحل رجاله إلى دار البقاء في حاضر شهد تغيرا ملموسا نحو الأفضل ومازال ينحو نفس السبيل . وتصطف ك د ش الداعية هي الأخرى إلى مسيرة 20 فبراير داخل نفس الخانة حاملة لحقد الانتقام و أساسا ضد حزب الإتحاد الاشتراكي التي كانت أيام المحن درعه الأمامي الذي خاض به معارك كبرى ضد حكومات الحسن الثاني قبل أن يتربع في الأخير على حكومة التناوب تاركا إياها (ك د ش) تجر وراءها ضحاياها وأمراض التشرذم و الانشقاق . أما الحركة الأمازيغية فهي حركة و ليست تيارا منظما تحت مظلة سياسية وهي تنقسم إلى يمين و يسار و مستقلين الخ ….و لا يجمعها إطار تنظيمي موحد لذلك تبقى المشاركة أو عدمها في المسيرة مسألة أشخاص أو مجموعة أفراد التواقة إلى جميع أشكال الاحتجاج لأنها حديثة العهد. ملحوظة : - النهج الديمقراطي يساند الإتحاد المغربي للشغل ضد ك د ش - العدل و الإحسان ينظر إلى النهج نظرة المؤمن إلى الملحد و الماركسية كفر. - النهج الماركسي يعتبر الحركات التي تعتمد الدين كإيديولوجية حركات رجعية ظلامية - الحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعات دخلت في معارك دموية مع النهج الديمقراطي من جهة ومع العدل والإحسان من جهة ثانية .