كان من الضروري أن استنجد بالبرنامج التلفزيوني "مختفون" االذي تبثه القناة الثانية، مستعينا به للبحث عن هؤلاء الاشخاص الذين كانوا يعدوننا بالتغيير، والحلول لمشاكلنا، وعن اولئك الذين وعدونا أن يكونوا مرآة اهتماماتنا وصوتا مسموعا لتذمرنا، رغم أننا لم نعد نتذكر وعودهم ولا محتوى خطاباتهم وتصوراتهم اللاموضوعية لحل سريع لأزماتنا المزمنة، لكن مازلنا نتذكر ابتسامتهم وقلوبهم الطيبة وحفلاتهم الصاخبة. نقول لهم عودوا إلينا، إلى دياركم من جديد، لا تهتموا ولا تخافوا، فلن نحاسبكم على وعودكم التي لم تنجز، فالوعد لا يحتسب دَيْن في مدينتنا، فقد نسينا محتوى خطاباتكم المليئة بالمبادئ والحق والقانون، فهو سوى شعارات نغني بها في الملتقيات، ولن نحاسب اخطاءكم فلم نكن نعلم أصلا ما كنتم تملكون في الأبناك قبل اختفائكم ولا ما تملكون من شركات الآن، ولن نستفسر عن غيابكم الطويل في رحلتكم للبحث عن الذات والأنا رغم أنكم ذهبتم بحثا عن حقوقنا ومصالحنا، فنحن شعب متسامح، ننسى بسرعة البرق، نقول لكم عودوا الينا من فضلكم فنحن نريد مزيدا من الوعود، لنتلهى بها في المقاهي، لنجد حديثا جديدا نمضي به وقتنا الفائض فالملل والروتين سكن قلوبنا وديارنا. فلم يجد البرنامج التلفزيوني " مختفون" طريقة ليخرجوا أصحابنا من مكامنهم إلا بقيام مهرجان آخر كبير يسمى"اختفاءات 2016"، المهرجان عبارة عن سهرات " يا ليل يا عين رقصني يا كدع على وحدة ونُص" . فظهرت الراقصة وبدأ السياسيون المختفون يتوافدون بنشيد " طلع البدر علينا من ثنايات الخفاء، وجب الشكر علينا ما بان غائب وجاء "، في انتظار السهرة الأخيرة " سَحْ إدَحْ إمْبُو, إلْوادْ طالِعْ لبُوهْ "، لكن مازلنا ننتظر الطبال وضابط إيقاع ليحدد اتجاهات هزات الرقص . والمهرجان هو أيضا نبض جديد لمدينتنا ينتعش فيها الاقتصاد المحلي، فتجارة الصحافة والمطابع والمقاهي وقاعات الحفلات والحلويات وشرب الشاي يصل إلى ذروته هذا العام قررت أن أكون من جمعية المختفون، سأدخل المهرجان أيضا مع زملائي الذين بدوا يتوافدون من الغرب ومعهم خطاباتهم ووعودهم، و كما هو معلوم فنحن سنتقمص شخصية المدافع عن القيم والمبادئ والمواطن يلبس شخصية المغفل الذي يصدق أقوالنا، هي لعبة يسميها البعض الديموقراطية . في الحقيقة لا يلعبها الكثير، فقط عشرون في المائة من الشعب المغربي، لكن تعطي للبرنامج التلفزيوني قيمة أمام القنوات التلفزيونية الأجنبية الأخرى بأننا نؤمن باللعبة السياسية وبالانتخابات وصوت الشعب ... " شُوفْ بُسْ عباس بيعْمِل إيهْ "، هذا هو الشعار الذي ساستعمله في الحملة الانتخابية و قد استعمل شعار" عباس سيكون صندوقكم البنكي في القبة " ، " عباس سيكون خادمكم لتشريع ما يمكن تشريعه براتب غير محدد "،و سأضيف عبارات أخرى رومانسية مأخوذة من خواطر جبران خليل جبران ليزيد الشعار رونقا وجمالا. اعرف مسبقا أني سأفوز بمقعد في القبة، مادام الممولون الرئيسيون لهذا المهرجان يريدونني معهم ، وفي مدينتي قد أتهم احدهم بالفساد الانتخابي مع انه منهم لكن البرنامج يريد تغيير الممثلين وان يستعمل الكمبارس حتى اشعار آخر، سيتركوا بعضهم الساحة فارغة فسَهُلت علي العملية وعلى زملائي الكمبارسيين ، فلا خيار إلا التحالف مع شخصية أخرى ذات مصلحة ومال أو ذات مال ومصلحة، ليمول حملتي الانتخابية، فهو يحتاج الى بعض الرخص في المستقبل لتحسين وضعيته امام القانون، وأجرت أيضا صحفيا ليجعلني مناضلا ذو تاريخ طويل وعريض أمام الرأي المحلي، وبدأت اتزن في حديثي مع الساكنة ونبرة الحق والقانون يتوسط كلامي, حتى وان لم أفز في مهرجان هذا العام، لا يهم هناك أعوام أخرى مادامت تسمى لعبة، فاللعبة السياسية الفائز فيها للألعباني الأذكى والأمكر مادام المصوت يجسد شخصية المغفل الغبي، وما دامت كلمات وعبارات مثل الكرامة، الشرف، الوطن، الانتماء، التضحية... أدخلت أيضا في اللعبة، فبرنامج التلفزيوني "مختفون" سيبقى دائما يتحكم في مسار حياتنا. انتم أدرى بمصالحكم أيها الناظوريون، إما أن تشاركوني اللعبة فتصوتوا عني أو تخرجوا من صندوق التلفزيون.