واتتني الفرصة السعيدة لمشاهدة برنامج أمازيغ تيفي الحواري حول قضية “عمالة الدريوش” و راقني ذلك الهدوء القوي لكل من التيجاني بولعوالي ممثل مطالسة و محمد البوبسي ممثل آيث توزين و الذي و لا بد أمدوه أو إستمدوه (كلاهما جائز) من الزميل العيساتي الذي أدار الحوار باحترافية ما أحوجنا إليها بعيدا عن سياسة القذف بالحجارة و النكات و التاريخ المجتزئ عن سياقه عموما فقد كان كل الحاضرين في مستوى الطريقة التي يجب أن يدار بها الصراع اليوم بين المنطقتين، و هو صراع لا يجب إخفاءه بل مناقشته بهدف التخلص منه أو تخفيفه في الأدنى.. و لكني و أنا أستمع لذاك الكلام الموزون راعني مدى بعده عن حقيقة الوضع و الطريقة التي يفكر بها نخبة مطالسة و آيث توزين هنا، على أرض الواقع... فلا تزال التعبئة الجماهيرية من الطرفين وسيلة لتحقيق أهداف غير معلنة مرحلية أو إستراتيجية حسب الظروف، و لا تزال الحقائق التاريخية و الديموغرافية و الجيوستراتيجية تلوى لفائدة مصالح شخصية مغلفة برداء قبلي... إن مبلغ إعجابي بهذا الحوار الرصين كان وراءه الرغبة في توسم ما يجب أن يكون بعيدا عن ما هو كائن... فاللغة التي شهدناها في الحقيقة درس يجب إستيعابه في لغة الحوار المطلوبة، لغة الحوار التي يجب أن تعبأ الطرفين لا ضد بعضهما البعض و لكن ضد الإنتهازيين المندسين بين صفوف الجانبين... و الإحتجاجات و الإضرابات و البيانات يجب أن تأتي رد فعل على مصاصي الدماء المستفيدين من تأجيج النعرة القبلية بين الطرفين بهدف قضاء أغراض إنتخابية أو مادية... أتمنى أن يكون هذا الحوار الذي شاهدناه طفرة تصحيحية لكل البدايات الخاطئة و أن نرى غدا و بعد غد فعاليات المنطقتين متحدة من أجل مستقبل أفضل محكوم عليهما بحكم الجغرافيا مقاسمته و إلا فإن ما بين الفراغات ستزحف الطفيليات كعادتها، في الدريوش، في ميضار، و في كل مكان فوق العضلات المفتولة و الحناجر المفتوحة و الرؤوس الفارغة... شاهد حلقة امازيغ تي في كاملة