مع الغزو الألماني لفرنسا، وإنشاء "نظام فيشي" تحت قيادة المارشال بيتان، راي فرانسيسكو فرانكو انها فرصة مواتية لإعادة إحتلال منطقة وهران بالجزائر، التي كانت آنذاك تحت الحكم الفرنسي، وضمها إلى مناطق إحتلاله بشمال المغرب. وكانت منطقة وهران التي إحتلالها الاسبان في مناسبتين، يقطن بها اغلبية من السكان الاوروبيين من أصل اسباني (حوالي 300 الف من الاسبان و 100 الف من الفرنسين) وهو عامل كان يخدم التطلعات الامبريالية للنظام الاسباني، اضافة الى قربها من الريف المحتل انذاك من طرف الاسبان. وحسب الارشيف الفرنسي فان فرانكو حاول في البداية التفاوض مع السلطات الاسبانية للتنازل عن وهران إلا أن الماريشال بيتان رفض ذلك، مما دفع فرانكو إلى تحريك كتائب تابعة بمنطقة وهران للثورة ضد الفرنسيين في يوليوز من سنة 1940، وهو المبرر الذي اتخذته إسبانيا للتدخل على خط الازمة بزعم الدفاع عن العمال الاسبان، مما ارغم وزير خارجية فيشي في غشت من السنة نفسها الى الى قبول التفاوض مع الإسبان بشرط انتهاء الحرب في اوروبا، وهو الشرط الذي لم يقبله فرانكو ليحرك ثورة ثانية في شهر سبتمبر. وترافقت التحركات الاسبانية مع حملة دعائية مكثفة تتحدث عن سوء معاملة من طرف السلطات الفرنسية ضد الاسبان بوهران، ومنعهم من تلقي التعليم باللغة الفرنسية، واطلاق اشاعات بإجراء استفتاء وشيك لإضفاء الطابع الرسمي على ضم المنطقة الى النفوذ الاسباني، اضافة الى تحرك العملاء والجواسيس لإثارة الاضطرابات في الشوارع، والحديث عن قرب وصول الجيش الاسباني الذي لا يبعد سوى عشرات الكيلومترات. ورغم كل محاولات الجنرال فرانكو، لضم منطقة وهران الى مناطق إحتلاله بشمال المغرب، الا أن مساعيه باءت بالفشل بعد هبوط الحلفاء في شمال افريقيا سنة 1942. وتجدر الاشارة ان إسبانيا احتلت وهران مرتين الاولى سنة 1509 التي تزامنت مع احتلال مدينتي سبتة ومليلية، إلى ان حررها العثمانيين، والثانية من 1732 الى سنة 1792.