كعادته دائما يقف في إشارة الضوء الحمراء، ومن حسن حظي في ذلك اليوم احترمت أنا أيضا الإشارة في احد شوارع الرباط، ابتسم كعادته، وأنا كمغربي محب لوطنه ترجلت من السيارة و قبلت يديه، سألني من أي مدينة أنا، قلت.....من مدينة كان أباك قد نسيها أنها تنتمي إلى وطننا و عندما تذكرها استعملها كطريق في سفره، وفي عهدكم سيدي أصبحت تحضا بزيارات عديدة، سألني عن المشاريع التي دشنها كيف تسير ... ..قلت بدون تردد إلى حد الساعة أصبحنا نرى أشجار تنمو بسرعة فائقة، وننام تاركين بنايات قائمة ونستيقظ على خراب، عندما تقترب زيارتكم سيدي كلشي كايعري على ادراعو، الأشغال لا تتوقف ليل نهار، أما الشوارع فتصلح قبل زيارتكم بليلة. نحن على أبواب الانتخابات الجماعية، كيف تسير الأمور في مدينتكم..... مدينتنا بدأت بها الحملة الانتخابية قبل أوانها، كل الأحزاب تريد الظفر برئاستها، كل الزعماء شدو الرحال إليها وكل المقرات فتحت أبوبها لاستقبال منخريطها بعد أن صدأ القفل واختفى المفتاح، احرضان، بنكيران، إسماعيل العلوي، المنصوري وصديقكم الذي ادعى التغير منذ أن أدخل إلى الساحة السياسية، صدم كل الذين اعتقدوا انه سيغير وخصوصا في مدينتنا، بل أردنا أنبقى كما كنا من خلال لائحته، جلالتكم تدفعون إلى التغير، أما هو لا، ولا.....انتم تريدون التشبيب، وهو يجلدون بماضي اعتقدنه انتهى. سيدي مدينتنا يمكن لها أن تستقطب السياح بمناظرها الخلابة، مارتشيكا لا مثيل لها في ربوع مملكتنا لكن دنسوها، شواطئنا رائعة لكن الاسمنت المسلح اكتسحها، لنا مآثر تاريخية لا تعلم بها وزارة الثقافة ” ثازوظا، اغساسن، قصبة سلون، افري ن عمار..... في مدينتنا سيدي لا يوجد بها مسرح و لا معهد للموسيقى ولا حتى قاعة للسينما، فكيف تريدون بشبابنا أن يبدع..... لكن رغم كل هذا نحن موجودون بالساحة نحصد الجوائز من ملتقيات يندهش الأخر عند سماع اسم المدينة..... أتعرف سيدي كل المرشحين يعيدوننا بطرق مزفت، ونظافة أكيدة، وإضاءة، كأننا في العصور الوسطى..... ماذا تريدون...... نريد سيدي أن تسقط الأقنعة عن أولئك الأشباح الذين يزعجوننا في يقظتنا ومنامنا، وان تتساوى الرؤوس. سيدي نريد آن تكون لنا منشآت ومعاهد لتكوين أطفالنا. سيدي نريد فقط يوما من الأيام أن يكون لنا وزيرا أولا من مدينتنا......هل لدينا سياسيون يستحقون هذا المنصب... هذا ما سأقوله للملك، إن إلتقيته حقا في الواقع.