نظمت جامعة محمد الأول بتسيق مع وكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا مساء 09 نوفمبر الجاري ، معرضا ثقافيا للتعريف بالتراث الأركيولوجي بإقليمالناظور والريف الشرقي ، وقد حضر الإفتتاح الرسمي للمعرض السيد عامل صاحب الجلالة على إقليمالناظور و السيد سعيد زارو المدير العام لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا ، بالإضافة إلى شخصيات عسكرية ومدنية من منتخبين ورؤساء الجماعات الحضرية. وفي كلمته الإفتتاحية ، قدم الأستاذ سعيد زارو أحر التهاني أصالة عن نفسه ونيابة عن أطر و مستخدمي وكالة تهيئة موقع مارتشيكا للمغرب ملكاً وشعبا بمناسبة حلول الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة التي دعى إليها و أبدعها الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني ، معلناً بالمناسبة السعيدة عن إفتتاح المعرض الأركيولوجي الذي يندرج في إطار التعريف بالتراث الثقافي بالريف وجعله وسيلة للتنمية الإقتصادية و الثقافية ، وتثمين هذا التراث وإدراجه في الرأس مال اللامادي. وإيمانا منه بالثقافة و الفنون و الإدراك الصحيح لدور تاريخ منطقة الريف في الرقي بوعي الساكنة ودعم التنمية المستدامة ، يقول "زارو" : "فإن وكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا وبعد إستضافتها للمعرض ترحب بضيوفها الكرام وتؤكد على إستمرارها في تخصيص هذا الفضاء المهم لإستضافة كل المبادرات التي من شأنها الرقي بالثقافة والفنون في الناظور". وعلى حسب مشاركين في التظاهرة الثقافية ، فإن المعرض المقام وسط الناظور هو نتيجة 20 سنة من الأبحاث الأثرية التي سهر عليها المعهد الوطني لعلوم الأثر ، والمعهد الألماني للأركيولوجيا ومعهد "نيون ديتال" بألمانيا كذلك ، فبعد هذه المدة المخصصة للحفريات ، تمكن الفريق الساهر على إكتشاف الأثريات من العثور على أكثر من 300 موقع أثري تم إكتشافهم لأول مرة ، مما يوضح أكثر أن منطقة الريف الشرقي عرفت إستيطان بشري قديم جداً يقدر ب 100 ألف سنة ، ويظهر هذا الإستيطان من خلال الأدوات التي تم العثور عليها ضواحي الناظور وبالضبط موقع "إعمورن" المتواجد بالقرب من جماعة دار الكبداني وهي أدوات تنتمي للحضار الآشورية. هذا وقد مكنت هذه الأبحاث الجادة من تحديد تعاقب حضارات ما قبل التاريخ ، كالحضارة العطيرية التي عمّرت منطقة الريف الشرقي ما بين 180 ألف سنة إلى حدود 60 ألف سنة ، قبل تأتي حضارة المجموعات البشرية ، وعلى حسب مشارك في المعرض. هذا وقد نوه الحاضرون المهتمون بهذه البادرة التي ترموا إلى التعريف بالموروث الثقافي الكبير الذي تتمتع به منطقة الريف الشرقي ، معتبرين إياه (المعرض) فرصة لتتعرف فيها ساكنة الناظور على فترات ما قبل التاريخ التي شهدتها منطقتهم.