دعا المشاركون في ملتقى حول موضوع " مؤرخو الريف ورهان التنمية " ، نظم أمس السبت بالناظور ، إلى إحداث متحف بالمنطقة لحفظ ذاكرتها وصيانة تراثها الغني والمتنوع والتعريف بتاريخها العريق . كما أوصى المشاركون في الملتقى ، الذي نظمه المرصد الجهوي للتربية والثقافة بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف ، بإنشاء مكتبة تضم مختلف الكتب والمخطوطات التي تعرف بتاريخ المنطقة ورموزها ، فضلا عن إحداث شعبة التاريخ والحضارة بالكلية متعددة التخصصات بسلوان لتشجيع البحث في المجال التاريخي . وبعد أن سجل المشاركون أهمية التراث الثقافي والتاريخي والطبيعي لمنطقة الريف ، دعوا إلى الحفاظ على هذا التراث وتثمينه والعمل على استثماره في تحقيق التنمية السوسيو- اقتصادية للمنطقة . وحسب معطيات قدمت بالمناسبة فإن الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت بمنطقة الريف الشرقي (الناظور والحسيمة وتازة وكرسيف والدريوش ) في السنوات الأخيرة مكنت من اكتشاف عدة مواقع أثرية ذات قيمة تاريخية وثقافية كبيرة خاصة إفري نعمار (إقليمالناظور) الذي عثر به على أقدم آثار للحضارة العثيرية التي عرفتها المنطقة في مرحلة ما قبل التاريخ . ويستفاد من المعطيات ذاتها أن الأبحاث التي قام بها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة والمعهد الألماني للأركيولوجيا بمغارة إفري نعمار مكنت من اكتشاف عدد هائل من اللقى الأثرية العثيرية تتضمن رؤوس رماح وأدوات مذنبة استعملها الإنسان آنذاك في الصيد وأدوات أخرى كالمكاشط والمحكات والصفائح التي قد تكون استعملت في قطع اللحوم وفي دباغة جلود الوحيش . وقد تمحورت تدخلات المشاركين في الملتقى حول عدة مواضيع منها " في أصول حضارات ما قبل التاريخ بمنطقة الريف الشرقي " و " الريف في حاجة إلى متحف أو عدة متاحف " و" إسبانيا والشريف محمد أمزيان " و" الكتابات التاريخية حول عبد الكريم الخطابي منذ 1927 " و" تأملات في علاقات الريف بالبحر الأبيض المتوسط ". وحسب المرصد الجهوي للتربية والثقافة، فإن الهدف من اللقاء ، الذي عرف تكريم عدد من الفعاليات الثقافية، يكمن أساسا في التعريف بمؤرخي الريف الشرقي وبإصداراتهم ، فضلا عن التفاعل مع الجيل الجديد من المثقفين بالمنطقة .