سبق و أعلنت وزارة الثقافة قبل أيام عن اكتشاف أقدم آثار للحضارة العثيرية لموقع “إفري ن-عمار” الواقع بجماعة أفسو، على بعد حوالي 50 كلم جنوب مدينة الناظور.هذه الآثار، التي اكتشفها باحثون من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع للوزارة والمعهد الألماني للأركيولوجيا، تعود إلى حوالي 175 ألف سنة حسب نتائج التأريخ المحصل عليها مؤخرا و بهذا يثبت العلم أن منطقة الريف تتوفر على مؤهلات كبرى لترويج السياحة التاريخية يكفي أن تلتفت لها الحكومة أو تفتح لها أبواب الإستثمارات الخاصة (نقصد المستثمرين القادمين من مدن و دول اخرى لأن مستثمرينا مشغولون في إفتتاح المقاهي). و لكن واقع الحال يثبت أننا عاجزون حتى عن إفتتاح متحف توضع فيه هذه القيم الأثرية فيضطر الباحثون لتنقيلها بين المركب الثقافي و غرفة التجارة لإطلاع الناس عليها... في عهد العامل السابق عبد الوافي لفتيت و بعد ان فشل كل سابقيه من العمال كانت الناظور قريبة جدا من إنشاء متحف ضخم كان مقررا أن يضمه مبنى بلدية الناظور السابق بعد الترميم، و فعلا تم العمل على إعداد مسطرة قانونية و تقدمت جمعية معينة بطلب لإستغلال المرفق لصالح هذا المشروع لكن الامور تغيرت فجأة و جاءت مارتشيكا ميد و استحوذت على المبنى لتحوله لمكاتب لموظفيها المعدودين على أصابع اليد الواجدة... إداريا وافق المجلس البلدي السابق للناظور على تفويت مبناه لصالح عمالة الناظور مقابل المبنى الجديد و بالتالي فالمجلس السابق فوت مبنى يساوي ملايير مقابل مقره الحالي و عمالة الناظور منحت المقر القديم على طبق من ذهب لشركة مارتشيكا دون ان تبذل هذه الاخيرة سنتيما واحدا و اكتفت ببعض عمليات الإصلاح و وضع اكاليل الزهور عند بابها في صفقة غريبة لا يمكن ان تحدث إلا في مدينة كالناظور نعلم كلنا أن مارتشيكا ميد تسير حاليا مشروعا ضخما قد تتجاوز تكلفته 4 ملايير دولار فهل هي عاجزة عن إقتناء مبنى مناسب لها أو حتى تشييد واحد جديد؟ اكان من الضروري حرمان الناظوريين من مشروع متحف ضخم من اجل كمشة من الموظفين؟ هل من المعقول ان نصدق تبريرات عامل الناظور السابق عن تواجد الشركة بالمقر بشكل مؤقت ؟ كم سيدوم هذا المؤقت و مشروع مارتشيكا سيمتد لحدود 2025 كما نعرف جميعا؟ ألا نستحي كلنا من رجل إفري ن عمار الذي قرر أن يعود إلينا بعد 175000 سنة من الغياب تحت الأرض ليجد مسكنه المنتظر و قد إحتلته شركة بناء و إنشاءات؟ ماذا لو تم هذا الإكتشاف في دولة أخرى أو حتى مدينة اخرى؟؟؟ روبورتاج فيديو للقناة الثانية عن إكتشافات إفري نعمار