هددت فعاليات جمعوية وحقوقية بتنظيم وقفة احتجاجية أمام بناية المستشفى الحسني بالناظور، بعد وفاة حامل ورضيعها، صباح الجمعة الماضي، ضد ما وصفوه بالخروقات المسجلة بقسم الولادة، إذ أفادوا أن ارتفاع الوفيات بين الرضع والنساء يلزم على وزيرة الصحة التفاتة خاصة لدعم المركز الصحي. وكشف سعيد شرامطي، فاعل حقوقي من الناظور، أن وفاة حامل أثناء الوضع في ظروف غامضة، صباح الجمعة الماضي، بالمستشفى الحسني بالمدينة، رفع سخط حقوقيي المدينة حول ما وصفه بوجود خروقات بقسم الولادة بالمستشفى نفسه، فيما وجه الزوج، أول أمس الاثنين، شكاية حول الموضوع إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالناظور، لفتح تحقيق حول ملابسات الحادث. وقال سعيد شرامطي، رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، ل”المغربية”، إن الجمعية ستوجه شكايات مماثلة إلى مندوب وزارة الصحة بالمنطقة ووزيرة الصحة نفسها، بصفتها مسؤولة، حيث سبق أن وعدت بالعمل على انخفاض حالات الوفيات بين الحوامل. وأوضح أن عددا من المواطنين يشكون تردي خدمات قسم الولادة بالمستشفى الحسني بالناظور، خاصة بالنسبة لأيام المياومة، وأن غياب أطباء اختصاصيين خلال الدوريات الليلية، يؤدي إلى تسجيل وفيات، أحيانا، بين الحوامل والرضع. واعتبر وفاة حامل بين ليلة الخميس والجمعة الماضيين، تعود إلى غياب معاينة الطبيب الاختصاصي، الذي يتدخل في الحالات المستعصية. وأوضح شرامطي أنه في الوقت الذي كان زوج الضحية يستعد لاستقبال ابنه الأول من شريكة حياته، فقد الاثنين معا، وودعهما في مثواهما الأخير بمقبرة مولاريس ببلدية بني انصار، بعد ظهر أول أمس الاثنين. وقال الحسن أولاد الحسن، زوج الضحية، في شكاية موجهة إلى وكيل العام محكمة الاستئناف بالناظور، توصلت “المغربية” بنسخة منها، أنه بتاريخ 16 دجنبر الجاري، توجه رفقة زوجته، المدعوة قيد حياتها بشرى ولدي، وهي في حالة مخاض متقدمة إلى المستشفى الحسني بالناظور، واستقبلتهما مولدة المداومة، التي أشرفت على فحصها، في غياب الطبيب الاختصاصي. رغم تقدم حالة وضع الضحية، تضيف الشكاية، ارتأت المولدة أن تغادر المستشفى في ذلك الوقت المتأخر من الليل، دون تقديم أي مساعدة انسانية أو طبية، حسب الشكاية، بحجة عدم اقتراب موعد وضعها. وفي الثالثة من صباح اليوم الموالي، يقول الزوج في شكايته “قمت بإعادة زوجتي في حالة استعجالية نحو المستشفى المذكور، إلا أنها تعرضت للإهمال من قبل المسؤولين في جناح قسم الولادة، وعدم استدعاء الطبيب المداوم، الذي لم يصل إلى المستشفى إلا في السابعة صباحا، رغم وجود حالة تستدعي حضوره الفوري، وتقتضي تدخلا مستعجلا، لأن المعمول به قانونا بقسم الولادة، حسب الشكاية، يجبر توفر الطبيب المختص على مدار 24 ساعة بالتناوب، وهو ما أدى في المرحلة الأولى إلى فقدان رضيع ذكر، أتم، حسب الشكاية، شهره التاسع، وإحالة زوجته على قسم العناية المركزة، التي فارقت الحياة بساعات، وقام بدفن ابنها في التاريخ نفسه بمقبرة مولاريس ببني انصار. والتمس أولاد الحسن من وكيل الملك، في شكايته، فتح تحقيق قبل أن “تتلاشى الحجج والإثباتات التي يمكن وجودها في جثة الهالكة”، والتي يمكنها أن تحيل على الأسباب الحقيقية للوفاة.