يبدو أن الإنتخابات الجماعية المقبلة ستستقطب أنظار الإسبان في مليلية المحتلة بناءا على التغيير الذي ستعرفه المناطق الحدودية في كل من جماعة فرخانة وبلدية بني أنصار، بعد عملية إدماج همت إحداث بلدية واحدة . وهو ما سيمكن الجماعتين الواقعتين بمحاذاة الشريط الحدودي مع مليلية المحتلة من تموقع مهم سيلعب أدورا إستراتيجية ينهي تدريجيا تأثير الإقتصاد المحلي لمليلية على ساكنة المنطقة. ومما لا شك فيه أن الجانب الإسباني يتابع باهتمام بالغ تنامي رعاية الدولة المغربية للمناطق الحدودية عبر مجهودات ترمي إلى جعلها فضاءات مندمجة و مؤهلة للتصدي لكل التأثيرات الجانبية القادمة من الثغر المحتل، كما أن انصهار البلديتين هو خطوة تنموية تقوم على تدبير الشأن المحلي و الحكامة الجيدة من منظور تنموي يتماشى و خصائص المنطقة التي ظلت لعقود من الزمن في اتصال مباشر مع مليلية ، وبالتالي فإن إحداث بلدية واحدة لم يأت من فراغ بل جاء ليواكب برامج الحكومة لتعزيز البنية الإقتصادية و الإدارية للمناطق الحدودية داخل نسق واحد يتيح لها هامشا كبيرا من التأهيل الحضري و تهيئة مجالية توظف كافة المعطيات و الإمكانيات المتاحة لخدمة المنطقة وجعلها في مستوى التحديات التي يفرضها موقع البلدية الجديدة بالقرب من مليلية التي تحاول جاهدة الإبقاء على علاقتها و ارتباطها بفرخانة و بني أنصار باعتبارهما بوابتين رئيسيتين تمكن الإقتصاد المحلي الإسباني في المدينة السليبة من تحقيق عائدات كبيرة و هامش من التحركات التي يصعب ضبطها أو التحكم فيها مستغلة بذلك خصاص هذه المناطق من ناحية البنية التحتية و الخدمات وعدم الإنسجام الذي يضعفها و يحد من فعالية كل البرامج الرسمية للمغرب. ورغم حالة عدم الرضى النسبية التي صدرت عن فئات من ساكنة المنطقة عند الإعلان عن تجميع جماعة فرخانة مع بلدية بني أنصار و التي أذكتها حملات سرعان ما تراجع تأثيرها. فإن متتبعين يرون في هذه الخطوة مبادرة ذات آفاق واسعة ستجعل منن المنطقة قطبا حضريا في مواجهة محاولات الحكومة المحلية لمليلية في احتواء المنطقة اقتصاديا كما أن المجال الطبيعي لفرخانة ذو الميزة الجبلية و الإمكانيات التجارية و الإقتصادية التي تتوفر عليها بلدية بني أنصارمن مصانع ووحدات إنتاجية إضافة إلى قرب انطلاق خدمات الربط السككي كفيل بضمان ازدهار العديد من القطاعات الحيوية و بالتالي فقلق الإسبان يعد طبيعيا أمام هذه المعطيات الجديدة التي توجت مسلسلا حافلا من الإنجازات و المشاريع الهادفة إلى رسم سياسة مجالية تراعي كل المعطيات المتوفرة و الظروف العامة المتحكمة بمنطقة حدودية كفرخانة و بني أنصار التي ستتحول إلى قبلة سياحية و تجارية من مستوى كبير جنوب المتوسط.