بعد أن كان من المتوقع أن تتم مسيرة التحرير اليوم السبت تم تأجيلها من طرف اللجنة التنسيقية لتحرير مليليا، ورغم ذلك ما زالت أصوات دخول مليليا واسترجاعها تتعالى كأنها فتح لمكة ، وما عودة هذه المدينة الى سيادة الدولة المغربية سوى ضرب من الخيال وتعدي على المواطنين المغاربة كافة ، منهم المقيمين بمليليا والمقيمين بالضفة الأخرى ، الناظور. هذه المدينة هي بشكل أو بآخر كبئر نفط ، كنز يستفيد منه الإثنان .. أو ثلاثة إذا أضفنا أصحاب التهريب المعيشي التي تعد مليليا مصدر لقمة عيشهم. فالسكان المغاربة المقيمين بالثغر المحتل يتمتعون بميزات من كلتا الدولتين بالإضافة إلى أن دخلهم يتم صرفه تقريبا في الأسواق والقسيارية الناظورية مما يشكل رواجا تجاريا لمدينتنا. و نحن أيضا فلا شك أن الكثير منا يقتني الملابس ذات الجودة الرفيعة والأكسسوارات الرياضية أو بالأحرى ما نسميه { حاجة دسبنيول } من مليليا ، كما يعتمد التجار في مدينتنا على هذه المدينة من أجل الإتيان بجودة أفضل خير من الخردة الكازاوية. أما المهربون المعيشيون فلا داعي لذكر الأسباب لأن الكل يعلم ويحس بمعاناتهم التي لم تبادر الدولة يوما بحل مشاكلهم . فإن عادت مليليا إلى أحضان حكومتنا الجميلة ، فلن يكون هناك لا رواج ،لا تجارة،لا جودة ولا هم يحزنون كما أن المدينة ما زالت نظيفة ويسودها القانون فكيف ستكون يا ترى بعد أن يدخلها المروك ؟ يكفي أن تطلوا على الساحة السوقية وراء الحدود الإسبانية ، فما بالكم إذا تم اجتياح المناطق الأخرى ؟ لا شك أنها ستصبح مثل مدينتنا الجميلة ، ويكفي أن تطرق أول باب تصادفك بعد هذا الإسترجاع الذي سيكون أسطوريا لتلاحظ أن الكل يتحدث الدارجة ، أجي سير هاك جيب … لأن السكان ليسوا الناظوريين ، فإخواننا الوطنيين أتوا معززين مكرمين من المدن الداخلية ليستوطنوا بمليليا المغربية ، وبطبيعة الحال المتضرر هو الناظوري . إن هذه المسيرة الحمراء من أجل استرجاع مليليا كانت لتكون من أجل إصلاح البنيات التحتية لمدينتنا وإيجاد فرص عمل لطلابنا الموجزون أصحاب الشهادات العليا ، ومن أجل وضع حد للجريمة والتشمكير والتسول الذي شاع بين شوارعنا ، وجبت أن تكون المسيرة من جل إصلاح قنوات الصرف الصحي وإتقان العمل من شركة فيوليا كي تُنظف مدينتنا من أوساخها ، كانت لتكون من أجل وضع حد لابتزازات رجال الشرطة والدرك والمخازنية .. من أجل الإصلاح. لكن ما عسانا أن نفعل ؟ بعض الأشخاص قد نسوا مهمتهم التي تم انتخابهم من أجلها ونسوا واجبهم الأهم من هذه المسيرة الأسطورية ، أصبحوا يغردون من أجل عودة العش الذهبي ليسيطروا عليه بنفوذهم وسلطتهم أما الضحية الكبرى فهو المواطن الناظوري ، بوبري .. إيوا عاود السياسة هاكَا دايرا