تقع أركمان (جماعة قروية) في الريف، شمال المغرب بإقليم الناظور على خط الطول شرقا : 35◦7 وخط العرض شمالا 45◦2 بالطريق الساحلي الذي يربط مدينة الناظور بجماعة رأس الماء على بعد 25 كلم من مدينة الناظور وتحد : شمالا على البحر الأبيض المتوسط وشرقا على جماعة البركانيين وجنوبا على جماعة أولاد ستوت وغربا على جماعة بوعرك. تطل جماعة أركمان على البحر الأبيض المتوسط وبحيرة مارتشيكا، تضاريسها يغلب عليها طابع الانبساط وارتفاع القرية المركز على سطح البحر 0.5 متر وهي من اقدم القرى المغربية من الناحية التاريخية كما تضم عدة ماثر عمرانية من انشاء البرتغال والإسبان كألة استخلاص الملح والاسوار البرتغالية وحصون ومرفأ لرسو القوارب حيث تدعى لدى الكبدانيين ب”ثاوريرث” من المآثر التي تشتهر بها قرية أركمان أصبحت في اندثار ملحوظ بسبب عوامل طبيعية وكذا بسبب التهميش الذي أصبحت تتعرض إليه في غياب تام للجهات المسؤولة ،وكانت هذه المعلمة في وقت سابق مركزا تجاريا،واستغلت أيضا كسجن،وبعدها كخزان للحبوب،وتتكون من ثلاثة أبراج والروايات تختلف ،وتبعث الوضعية الراهنة ل”ثاوريرث” على القلق بعد الانهيار المتتالي لها كون الانكسارات القوية للأمواج البحرية وعوامل التعرية ساهمتا بشكل كبير في هذه الانهيارات المتتالية بسبب تسرب المياه بشكل كبير تحت الجرف ؛ هذا وتحدث فاعل جمعوي من أبناء المنطقة في شأن إنقاذ هذه المعلمة التاريخية باعتبارها فضاء يتجسد من خلاله ذلك الموروث لمعماري بكل أبعاده الجمالية والهندسية وبما تزخر به من رموز روحية وفنية وثقافية،معتبراعلى أن هذه المعلمة يرجع انتماؤها إلى البرتغاليين والإسبانيين الذين استطاعوا أن يبدعوا في تشييدها،ويضفوا عليها صبغة معمارية خلاقة وهندسة عمرانية متميزة تؤرخ لحضارة عريقة ومبدعة أدت أدوارا ووظائف متعددة أهمها الوظيفة التجارية العسكرية،وأضاف أن هذه المعلمة تؤرخ لحضارة نحتت معاملها في ذكريات التاريخ واستطاعت أن تقاوم قساوة الدهر بفصوله وأن تقف في وجه الرياح وهي شامخة تعكس متانة هذه الحضارة التي يجب الالتفاتة إليها والحفاظ عليها بعدما أصبحت في الوقت الراهن سجينة داخل الماء تنادي هي الأخرى على من ينقذها من الإهمال والنسيان