الإيدز.. أصبح أخطر التحديات التى تهدد البشر فقد تمكن من غزو كافة دول العالم ولم يعد يفرق بين الرجال أو النساء أو بين البالغين أو الأطفال، وقد أكد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة المصري أن نتائج البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز تكشف عن وجود 1912 مصرياً متعايشاً مع الفيروس، وأن 20% منهم فقط من السيدات، مؤكداً أن 52.2% من المصابين انتقلت لهم العدوي عن طريق علاقات جنسية، في حين لا تزيد الإصابات التي انتقلت من الأم للطفل على 2،2%. وقد نبه تقرير برنامج الأممالمتحدة المشترك حول مرض فقدان المناعة المكتسبة “الايدز” لعام 2010 إلى أنه رغم أن الوضع المرضي العام في العالم ما انفك يتحسن بشكل ملحوظ فإن هناك الكثير من التباين والتفاوت في النفاذ إلى فرص العلاج خاصةً في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا. واليوم الأول من ديسمبر من كل عام يتذكر العالم مرض الإيدز ويحتفل باليوم العالمي لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسب “الإيدز”، وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 33 مليون شخص يحملون الفيروس المسبب للإيدز بينهم حوالي مليونين ونصف من الأطفال. وفي هذا الصدد، أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، في تصريح خاص ل”محيط”، أن الغرض من اليوم العالمي للأيدز هو حثّ الناس في جميع أنحاء العالم على إذكاء الوعي بوباء الأيدز من أجل التصدي لهذا الوباء، لذا أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الأول من ديسمبر عام 1988يوماً عالمياً للإيدز، وأقرت الجمعية العامة على أهمية إحياء هذه المناسبة. وأشار بدران إلى أن النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس, و يرجع ذلك لضعف جسد الإناث وزيادة مساحة البطانة الداخلية المخاطية للأجزاء التناسلية مقارنة بالرجال وتعرضهن للعنف الجنسي الذي يهتك هذه البطانة, وإضطرارهن أو إجبارهن على ممارسة الجنس مع مصابين بالإيدز. وقد أوضحت التقارير الدولية وجود380 ألف مصاب بفيروس نقص المناعة بدول شمال إفريقيا والشرق الأوسط, وزيادة العدد بنحو40 ألف مصاب سنوياً، مشيرة إلي أن هذه الأرقام أقل من المعدلات الحقيقية لعدم وجود حصر دقيق بعدد المرضي, وحصول 5% من المرضي فقط علي العلاج اللازم. وتؤكد منظمة اليونيسيف أنه بعد مضي أكثر من خمسة وعشرين عاماً على انتشار وباء الإيدز، لا يزال الأطفال يتعرضون لأخطار جسيمة بسببه، فقد أشارت التقديرات في عام 2007 إلى أن عدد الأطفال المصابين بالإيدز ممن هم دون سن 15 عاماً بلغ 2.1 مليون طفل، ومات بسببه 290 ألف طفل، وأصيب 420 ألف طفل خلال هذا العام. وخلصت تقارير اليونيسيف إلى أن أكثر من 15 مليون طفل دون ال18 من العمر قد فقدوا أحد أبويهم أو كليهما بسبب الإيدز، وأصبح ملايين آخرون ضعفاء، وقد يتعرض الأطفال المصابون بفيروس نقص المناعة المكتسب إلى الفقر والتشرد والتسرب من المدرسة والتمييز وفقدان الفرصة في الحياة والموت المبكر. ماهو الإيدز ينشأ الايدز عن الإصابه بفيروس نقص المناعة البشرى, وهو يدمر خلايا الجهاز المناعي ويجعل الإنسان فريسه سائغه للميكروبات التي تفتك بالمريض, علاوه عى بعض السرطانات، وهؤلاء الفئة أكثر عرضة للإصابة بإنفلونزا الخنازير ومضاعفاتها. كيف يعمل الإيدز بداخل الجسد يصيب فيروس الإيدز نوعاً من خلايا جهاز المناعة الليمفاوية تسمى خلية” T”، ولهذه الخلية دور كبير في الجهاز المناعي للإنسان . ويؤدي تدمير خلية “T التي تلعب دوراً أساسياً في وقاية الجسم من الأمراض، والخلايا السرطانية، إلى ضعف الخلايا المناعية، ومن هنا ينمو الفيروس ثم يتكاثر داخل الخلية المصابة حتى يدمرها. وبعدها يظل الفيروس ينتقل بين الخلايا فيدمرها، إلى أن يدمر معظم ذلك النوع من الخلايا ويصبح الجسم نهباً لأنواع الأمراض المختلفة بما فيها تلك التي يصعب أن تصيب الأصحاء، مثل ” كبوسي سركوما”و “اللمفاومه” وسرطان الغدد الليمفاوية، والتركوما، ويصيب فيروس الإيدز كذلك الجهاز العصبي. ويمر المصاب بعدة مراحل بدءاً من إصابته بالفيروس حتى ظهور المرض الذي ينتهي بالوفاة في كل الأحوال، وتبلغ فترة الحضانة الواقعة بين حدوث العدوى وظهور أعراض المرض حوالي 5-12سنة، وخلالها يكون المصاب حاملاً للمرض وينقله للآخرين دون ظهور علامات أو أعراض عليه. المرحلة الأولى تبدأ هذه المرحلة بمجرد التقاط الفيروس، وفيها يشعر المريض بأعراض تشبه الأنفلونزا وتنتهي تلك المرحلة بظهور أجسام مضادة للفيروس في مصل الدم. المرحلة الثانية يكون فيها المصاب حاملاً للفيروس، ولا تظهر عليه أي أعراض مرضية ولكنه يصبح مصدراً لعدوى الآخرين وقد تمتد تلك المرحلة إلى سنوات عديدة. المرحلة الثالثة وفيها يبدأ ظهور الأعراض في صورة ارتفاع في درجة الحرارة ونقص مطرد في الوزن مع كثرة الإصابة بالإسهال وتضخم الغدد الليمفاوية في جميع أجزاء الجسم، وفي هذه المرحلة تظهر أهم الأعراض في شكل الشعور بالتعب والإجهاد العام للجسم دون سبب، والتورم في الغدد الليفماوية، وارتفاع درجة الحرارة لمدة أكثر من 10 أيام، والعرق أثناء الليل، وفقدان الوزن، واحمرار الجلد والأغشية المخاطية، والكحة والتهاب الحلق بشكل مزمن، وضيق في التنفس، والإسهال الحاد والمستمر، والاتهابات فطرية، إضافة إلى سهولة ظهور الكدمات والنزيف تحت الجلد. المرحلة الأخيرة وفيها يكون المريض قد فقد مناعته ضد الإصابة بالميكروبات والطفيليات والفيروسات والفطريات، ويمكن لأي عامل من تلك العوامل أن يهاجم الجسم حتى وإن كان غير قادر على مهاجمة جسم الإنسان الطبيعي، كما تتميز تلك المرحلة بظهور أورام خبيثة مثل ورم كابوسي بالجلد وأورام الجهاز الليمفاوي الخبيثة وأورام ليمفاوية خبيثة بالمخ بسبب انعدام قدرة جهاز المناعة على مهاجمة الخلايا السرطانية وتنتهي المرحلة بالوفاة. ما الذي ينقل الإيدز 1- الاتصال الجنسي و هو السبب الرئيسي لانتقال فيروس الإيدز، ومن الناحية العلمية، فإن فرص الإصابة بمرض الإيدز تزداد مع الممارسة الجنسية المتكررة دون عازل وعادةً ما تكون الفرصة أقل في حالة الاتصال الجنسي الطبيعي لأنه يتضمن وجود إفرازات كثيرة من شأنها التقليل من احتمال الإصابة بالمرض. 2- عن طريق نقل الدم أو مشتقاته الملوث بالفيروس. 3- أدوات طب الأسنان الملوثة بدماء شخص مصاب. 4- زراعة الأعضاء من متبرع مصاب. 5- استخدام إبر أو أدوات حادة أو ثاقبة للجلد ملوثة مثل أمواس الحلاقة أو أدوات الوشم . 6- عن طريق المشيمة من الأم الحامل. ولا تحدث عدوي الإيدز عن طريق * الطعام والشراب والكلام والعطاس أو السعال. * المصافحة والملامسة. * العيش ضمن الأسرة مع الوالدين والأخوة والأخوات أو الجلوس بجانب المصاب بالمدرسة والأماكن العامة، لا تنتقل بالحشرات ولا باستعمال التليفون أو دورات المياه أو أحواض السباحة العامة. وما العلاج حتى الآن لم يكتشف علاج للمرض ولم يجد لها الطبّ الحديث علاجاً شافياً وعادةً ما يموت المصابون بمرض الإيدز بعد بضعة سنوات من تاريخ التشخيص، أما في الولاياتالمتحدة والدول الغربية، فقد توصّل العلم الحديث إلى عقاقير تطيل من عمر المريض إلى عشرين سنة مع وجود فيروس الإيدز في جسم المصاب.