وفد جزائري يزور مليلية متخفيا وراء رغبته في تقديم صيغ لتجاوز حالة الاحتقان التي تعيشها المدينةالمحتلة عبد الحكيم اسباعي: كشفت مصادر مطلعة عن وجود تحركات لوفد جزائري داخل مليلية، في محاولة للمساهمة في “احتواء الوضع” الذي ولد احتجاجات ساكنة عدد من الأحياء المهمشة داخل المدينة، والتي يقطنها مواطنون من أصول مغربية. وأشارت مصادرنا، أن الوفد الجزائري المتكون من ثمانية أشخاص وصل يوم الأحد الماضي في رحلة جوية مباشرة من وهران نحو مليلية، حيث باشر اتصالات أولية في اليوم نفسه لترتيب لقاءات مع ممثلي جمعيات المسلمين بالمدينةالمحتلة، متخفيا وراء رغبته في تقديم صيغ لتجاوز حالة الاحتقان التي تعيشها المدينة، وتخصيص مساعدة مادية سخية لصالح الفئات المتضررة القاطنة بالأحياء التي تعرف منذ أزيد من أسبوع موجة الاحتجاجات على سياسات الإقصاء الاجتماعي الذي تمارسه ضدها السلطات الاسبانية. ولم تستبعد المصادر ذاتها، أن تكون هذه التحركات “المريبة” مقدمة لخطوات أخرى سابقة تسعى من خلالها الجزائر إلى التدخل في المدينةالمحتلة لفتح جبهة لاستفزاز المغرب، تماشيا مع سعي بعض الجهات الجزائرية لتصريف مواقف استفزازية معادية للطرح المغربي، بخصوص الثغور التي تحتلها اسبانيا، مشيرة في الوقت نفسه إلى احتمال ذهاب الجزائر بعيدا في خطوتها الاستفزازية الجديدة عبر التفكير في اختلاق خلية لمساندة الأطروحة الانفصالية للبوليزاريو داخل مليلية، على غرار مدن أخرى داخل التراب الاسباني. وتأتي هذه التطورات متزامنة مع الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري للعاصمة مدريد للقاء نظيرته الإسبانية ترينيداد خمينيث، المعينة أخيرا على رأس الدبلوماسية الإسبانية خلفا لمغيل أنخيل موراتينوس، في خضم التوتر الجديد الذي طفا مجددا على العلاقات بين البلدين، على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية التي تشهدها مدينة العيون، والتي تحاول المنظمات الإسبانية المساندة لجبهة البوليساريو الانفصالية تأجيجها، في الوقت الذي تعرف مليلية بدورها احتجاجات مماثلة لسكان الأحياء المهمشة المتحدرين من أصول مغربية. وأظهرت الجزائر في مناسبات عديدة تسابقها للدخول على الخط كلما توترت العلاقات بين المغرب واسبانيا، إذ سبق أن اعتبر الوزير المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل إقدام المغرب على نشر أفراد من قواته في جزيرة ليلى بأنه “فرض للأمر الواقع” و”خرق للشرعية الدولية” و”انتهاك للحدود الموروثة عن الاستعمار”. وفي عز الأزمة الديبلوماسية بين مدريدوالرباط بخصوص هذه القضية، أصرت الدوائر الرسمية الجزائرية على القول أنها ” ترفض كل سياسة لفرض الأمر الواقع أو أي خرق للشرعية الدولية”، و أنها ” تدافع عن هذا المبدأ سواء تعلق الأمر بقضية الصحراء الغربية أو بالنزاعات المتولدة عن عدم احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار”. وأشارت المصادر إلى أن الإعلام الرسمي الجزائري دخل بدوره على الخط، بعيد توتر العلاقات بين المغرب وإسبانيا على خلفية الاعتداءات الأخيرة التي تعرض لها مواطنون مغاربة على يد عناصر أمنية اسبانية في معبر مليلية. وربط الإعلام الجزائري حينها بين هذه الأحداث واللقاء الذي سبق وأن جمع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة برئيس الحكومة الإسباني خوسي لويس ثاباثيرو بمدريد، مدعيا أن الرباط باتت مرعوبة من التقارب الجزائري الإسباني، في وقت يسجل فيه تراجع في علاقاتها مع مدريد. وادعت جرائد مقربة من النظام الحاكم بالجزائر، أن اتهامات الرباطلمدريد بخصوص الاعتداءات العنيفة التي تعرض لها المواطنون المغاربة مجرد رد فعل للمغرب تجاه التقارب الجزائري الإسباني، وتخوفه من فقدان مكانته المميزة، واعتباره شريكا تفضيليا من طرف مدريد.