عبد الحكيم اسباعي، ناظوربريس: على ضوء التداعيات الكبيرة التي خلفها تعليق إعلانات مكتوبة من قبل إدارة الجمارك المغربية في معبر بني انصار تخص آجال إلزامية "الورقة الخضراء" بالنسبة للسيارات المرقمة بمليلية، كتبت عليها عبارة "مليلية المحتلة"، من المقرر أن يعقد عامل إقليمالناظور والقنصل العام الاسباني بالناظور لقاء لتدارس مسألة الخلاف الذي أثاره الملصق المذكور، والاحتجاجات التي قوبل به من قبل سلطات مدينة مليلية وممثلي الحكومة المحلية، كما من المقرر أن يطلب القنصل الاسباني من العامل التدخل شخصيا لسحب تلك الإعلانات، لما تشكله من "استفزاز لقاطني مليلية"، ووضع أخرى لا تشمل عبارة "مليلية المحتلة"، وفي حال عدم خروج هذا اللقاء بنتائج توافق رغبات الجانب الاسباني يرتقب أن تلجأ وزارة الخارجية الاسبانية إلى تقديم شكاية إلى السلطات المغربية عن طريق السفارة الإسبانية بالرباط. ويأتي تحرك القنصل الاسباني بعد تلقيه لتوجيهات من وزارة الخارجية الاسبانية بضرورة التحرك لدى السلطات المغربية بالناظور، وطلب عقد لقاء مع عامل الإقليم، لبحث التداعيات التي خلفها الملصق الإعلامي الذي يصف مدينة مليلية بالمحتلة. وكتب في الإعلان بالعربية والاسبانية "نخبر جميع المواطنين من مليلية المحتلة، والمستفيدين من رخصة الاستيراد المؤقت للسيارات المسجلة في المدينة، أنه، ابتداء من فاتح يونيو 2010، ستشرع المصالح الجمركية في تفعيل أداء الغرامة على التأخير، لعدم احترام فترة التجديد، كما ينص على ذلك النظام الجاري به العمل". وفي خضم الصراع المحتدم، بين عدد من الفعاليات السياسية والمدنية حول مواضيع شتى تتعلق بعدد من القضايا المرتبطة بالأساس بعلاقة المدينة بمحيطها الخارجي، وعلاقتها بسياسة الحكومة المركزية، والذي تتداخل فيه الاعتبارات الانتخابية والسياسية، يحاول رئيس الحكومة المحلية المنتمي للحزب الشعبي، توظيف هذه الضجة المفتعلة حول عبارة "مليلية المحتلة" لنيل المزيد من المكاسب السياسية، في ظل الاتهام الأخير الذي وجهه الحزب الاشتراكي لامبوضا بربط "علاقات مشبوهة مع أطراف مغربية تعادي اسبانية مليلية". وأشارت عضوة التجمع الاشتراكي بمليلية في لقاء صحفي عقدته أخيرا إلى "العلاقة المشبوهة" التي تربط رئيس الحكومة المحلية، بسعيد الشرامطي، وهو رئيس جمعية حقوقية مغربية تنشط بالناظور، واستدلت في ذلك بوجوده ضمن قائمة الأصدقاء في موقع الفايسبوك، على الرغم من أن هذا الأخير يوصف بمثير الشغب بالنقطة الحدودية ببني انصار، كما سبق وان شارك في عدد من الوقفات الاحتجاجية ضد الوجود الاسباني، حيث قدمت للصحفيين عدد من الصور التي تظهر الشرامطي وهو يلوح بالعلم المغربي قرب المركز الحدودي الفاصل بين مليلية وبني انصار، وصور للوقفة الاحتجاجية التي قادها أمام السفارة الاسبانية بالرباط للمطالبة بتحرير المدينةالمحتلة. وأبدت مسؤولة الحزب الاشتراكي في تصريحاتها التي بثت فقرات منها على القناة التلفزية المحلية لمليلية استغرابها من الاجتماعات المتكررة التي جمعت بين مقربين من الجمعية المغربية ومسؤول الحكومة المحلية، ما يثير بحسبها الكثير من الغموض حول هذه العلاقة الملتبسة التي تجمع امبروظا بأطراف "تعادي السيادة الاسبانية على مليلية". من جانب آخر، وردا على هذه التصريحات، كان سعيد الشرامطي قد نفى في اتصال هاتفي خاص، أي علاقة مباشرة تجمعه برئيس الحكومة المحلية بمليلية، معتبرا أن الأمر لا يعدو أن يكون مزاعم يحاول الحزب الاشتراكي توظيفها في صراعه مع الحزب الشعبي الذي ينتمي إليه امبروظا، مشيرا في الوقت نفسه أن الخطاب السياسي للحزب الشعبي معروف بعنصريته الشديدة وعداءه للوحدة الترابية للمغرب، ومن ثم يستحيل قيام مثل هذه العلاقة.