يبدو أن الحركة الاحتجاجية التي تشهدها مدينة مليلية المحتلة منذ يوم الثلاثاء الماضي احتجاجا على التهميش والإقصاء الاجتماعي تحولت الى أزمة سياسية محلية. ولحد الآن لازال التوتر قائما اذ شهدت المدينة أمس اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومجموعة من الشباب أدت الى مصرع شاب يدعى يونس برصاص الحرس المدني الاسباني. وقد خرج رئيس الحكومة المحلية لمليلية عن صمته في تصريح فاجأ به الصحافة ومتتبعي الشأن المحلي بمليلية والمنطقة حين أشار بأصبع الاتهام إلى غريمه عن الحزب الاشتراكي أمين أزماني باعتباره المدبر والمسؤول عن إشعال فتيل المظاهرات التي شهدتها مليلية طيلة يومين، وهي اتهامات جاءت كرد فعل عن ما سبق أن صرح به أزماني من كون أمبرودا كان على علم بالوضعية المتفاقمة وأن مؤشرات عبدبة طفت على السطح تنذر باحتمال نشوب مواجهات مع السلطة تنديدا بالحيف الذي تعيشه فئات عريضة بأحياء لا تبدو أنها تقع بمليلية في إشارة إلى التفاوت الملحوظ بينها وباقي الأحياء الراقية التي تقطنها غالبية الساكنة ذات الأصول الإسبانية. واعتبر أمبرودا ادعاءات النائب عن الحزب الاشتراكي في مجلس الشيوخ منير أزماني محاولة للتأثير في الرأي العام ومحاولة الظهور كمدافع عن مطالب المحتجين والركوب على الحدث لتحقيق أهداف انتخابية صرفه بشكل يوضح أنه يقف وراء الأحداث من خلال تحريض الشباب في أنحاء مختلفة من المدينة التي لاتزال تعيش على وقع أعمال الشغب التي صدرت عن العشرات من الشباب لوحوا بشعارات تصف حكومة أمبرودا بالضعف بعد فشل السياسة الاجتماعية على مستوى التشغيل وعدم القدرة على الحد من تداعيات أزمة أنهكت الأسر المتوسطة الدخل التي تقطن غالبيتها في أحياء قاميو وأحياء أخرى تضم نسبة مهمة من المسلمين بالإضافة إلى نسبة أخرى من أصول أمريكا لاتينية. وأكدت مصادر من داخل مليلية أن أمبرودا سارع إلى تسجيل شكاية في حق أماني مطالبا بإجراء تحقيق في كل الجوانب المرتبطة بالعنف الذي شهدته المدينة من جهة أخرى أفادت الأخبار الواردة من مدينة سبتةالمحتلة، أن سلطات الاحتلال الإسباني وضعت مختلف تشكيلاتها وقواتها الأمنية والعسكرية في حالة تأهب قصوى، مخافة انتقال عدوى الاحتجاجات والانتفاضات من مدينة مليلية السليبة إلى سبتةالمحتلة، التي يعاني سكانها ذوي الأصول المغربية بدورهم من سياسة التهميش والإقصاء الاجتماعي، وأيضاغ من الميز العنصري. وعلمنا أن قوات الاحتلال الإسباني قامت بتطويق حي (برانسيبي دي ألفونسو) ذو الكثافة السكانية المسلمة، بعد توصلها بمعلومات تفيد عزم شباب الحي تنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات شعبية تضامنية مع ساكنة مدينة مليلية المحتلة. كما علمنا أن فرقا أمنية إسبانية خاصة، حلت مؤخرا بالثغر المحتل قادمة من الجزيرة الخضراء، بغية تعزيز الطاقم الأمني المتواجد بسبتةالمحتلة، واستعدادا لأي تحرك شعبي محتمل.