سبقت سلطات الاحتلال الاسباني بمدينة مليلية السليبة وقفة احتجاجية نظمها أمس وفد صحفي مغربي من النقابة الوطنية للصحافة المغربية احتجاجا على سوء معاملة الزميلة فاطمة الجديلي ، بإرسال تعزيزات أمنية الى الثغر المحتل . وأكدت مصادر من داخل ميناء مليلية السليبة أن أزيد من 400 جندي تم إنزاله من على متن باخرة كان من المفترض أن تقل مسافرين مغاربة وإسبان في اتجاه مليلية. وتأتي هذه التحركات العسكرية موازاة مع حالة الاستنفار التي لا تزال تعيش عليها المدينة منذ اندلاع أحداث العنف والاحتجاجات بسبب الحيف الذي لامس شرائح من ساكنة مليلية غالبيتهم من أصول مغربية ما أجج حالة العضب أو ما سمي "بانتفاضة شباب قاميو". كما تأتي هذه التعزيزات بناء على طلب وإلحاح الحكومة المحلية التي حملت مسؤولية أي تراجع أمني إلى مدريد معتبرة المدينة التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي جزء من السيادة الإسبانية وعلى حكومة ثاباتيرو أن تلتزم اتجاه مواطنيها ومصالحها بالمنطقة. وفي نفس الإطار تشهد كل الثكنات العسكرية المتواجدة بالثغر المحتل تأهبا في حالته القصوى تحسبا لاندلاع مواجهات أكثر عنفا، حيث أكدت مصادر أخرى أن استعدادات جارية لجرد لوائح جنود الاحتياط قصد المناداة عليهم للإلتحاق عند الضرورة ضمن برنامج يتوخى تركيزا أمنيا يعم كل المدينة وهو الجرد الذي لم يشمل الجنود من أصول مغربية التي تحاول جهات داخل مؤسسة الجيش عدم منحها صلاحيات و مهام أمنية بالنظر إلى حساسية التطورات الأخيرة وانعكاسات ذلك على مستجدات ملف مغربية المدينة. هذا وقد تسببت عملية نقل الجنود نحو مليلية في تأخير سفر مغاربة كانوا في طريقهم إلى المغرب عبر ميناء مليلية لقضاء عطلتهم التي تتزامن مع اقتراب عيد الأضحى فيما أجبر آخرون على تغيير الوجهة نحو ميناء الخزيرات. وفي الوقت الذي تسرب فيه خبر التعزيزات الأمنية و العسكرية القادمة من موانئ جنوبإسبانيا وفق مصادر العلم تفادت الصحافة المحلية بمليلية و باقي المنابر الإسبانية المرئية و المكتوبة التعليق والإشارة إلى ماشهده ميناء مليلية في الساعات ألأولى من صبيحة الخميس بما يؤكد و بالملموس أن الترتيبات كانت مهيأة بدقة و بتنسيق تام مع الإعلام الإسباني تكريسا لسياسة التعتيم التي أضحت سمة التدبير الداخلي لأمور كثيرة بمليلية و التي أصبحت رائحتها تفوح خارج المعابر الحدودية الوهمية بالرغم من كل الاحتياطات. في انتفاضة الغضب بمليلية المحتلة اعتقال رئيس الغاضبين وتوتر يسود الأوساط المغربية لازالت الأجواء المشحونة بالتوتر تخيم على العديد من أحياء مدينة مليلية المحتلة، وفي تطور مفاجئ استدعت السلطات الأمنية أمس رئيس جمعية حي "كانياضا" الذي يضم أغلبية مسلمة السيد عبد الكريم كانيو قصد المفاوضات في شأن مطالب الغاضبين، إلا أنه فوجئ باعتقاله ووضعه في السجن. ولازال مغاربة مليلية، الذين سئموا من الوعود الزائفة التي تعهد بها السياسيون المحليون، يشككون في حسن نوايا السلطات الاسبانية للاستجابة لمطالبهم الاجتماعية المشروعة. وتترجم المواجهات، التي تجددت أخيرا، بمليلية، الشعور بفقدان الثقة مما يفتح الباب على مصراعيه أمام تجدد المواجهات خلال الأيام المقبلة. وفي هذا الإطار ما يزال كل من وفد الحكومة المركزية و"الحكومة المحلية" يواصلان تبادل التهم حول من يتحمل مسؤولية وقوع الأحداث الأخيرة، وذلك في تجاهل تام لمطالب المتظاهرين.