شهدت قاعة مطعم داخلية إعدادية ابن الطيب 1 ، بمدينة ابن الطيب، يومي السبت والأحد 28-29 من مارس الجاري ندوة وطنية ثانية في موضوع "أثر علماء الريف على الحركة العلمية في الغرب الاسلامي من القرن الخامس الى القرن التاسع الهجريين " و قد نظمها المجلس العلمي المحلي لإقليم الدريوش ، وقد تخلل اليوم الأول من هذا اللقاء ثلاث جلسات نشطها كل من فضيلة الدكتور الدكتور بنعيسى بويوزان ، رئيس المجلس العلمي المحلي بالدريوش، والأساتذة الجامعيين: د. حسن الفكيكي ،و الدكتور محمد حباني و الدكتور محمد بالوالي رئيس المجلس العلمي المحلي لتاوريرت ود. ميمون بريسول و الدكتور مصطفى الغديري ، وحضرها جمهور غفير من الأئمة والخطباء والوعاظ وأساتذة اللغة العربية والتربية الإسلامية و الطلبة و المهتمين عموما، كما حضرها جمع من المدعوين من بينهم الكاتب العام لعمالة الاقليم على الخصوص ، و باشا مدينة ابن الطيب و رؤساء المجالس العلمية المحلية بالشرقية الشرقية ،وبعض أعضاء من هذه المجالس العلمية. في الجلسة الافتتاحية تناول الكلمة السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الدريوش ليرحب بالحاضرين ويذكر بقيمة موضوع الندوة: "أثر علماء الريف على الحركة العلمية في الغرب الاسلامي " حيث أكد على دور منطقة الريف في بناء التاريخ العلمي العريق للمملكة المغربية ، أسوة بباقي مناطق المغرب عموما . ثم تدخل بعده مؤرخ المغربي الأستاذ الدكتور حسن الفيكيكي و الذي تحدث عن دور العلماء الإيارماواسيين في الحركة العلمية بالغرب الاسلامي بين القرنين السادس والتاسع الهجري بإجرمواس ، و في بحث بعنوان " منهج البحث والتاليف عند علماء الريف من خلال نماذج من المؤلفات المطبوعة منها و المخطوطة "للدكتور مصطفى الغديري استهل الباحث محاضرته بكلمة تمهيدية أشار فيها إلى أن الندوة تعالج قضية علمية من قضايا الأمة المغربية و التي ينبغي مواصلة البحث فيها لتشكيل الجغرافيا العلمية قديما و حديثا لبلدنا المغرب الأقصى ذي التراث العلمي و الحضاري العريق . كما تحدث الدكتور محمد البركة عن عالم من أهم علماء الؤريف ، و هو أبو محمد عبد الله بن منصور النكوري (ت.513 ه) وإسهاماته العلمية خلال عصر المرابطين ، وهو من شيوخ الإمام القاضي عياض السبتي ، حيث عرض إسهاماته العلمية الرائدة في هذه المرحلة ، ثم تحدث بعد ذلك الدكتور سعيد بنحمادة، في بحث عنوانه " منهجية عبد الحق الباديسي في التأريخ للحياة العلمية خلال القرنين 7 و8ه ، عن أهمية الإضافات العلمية الرائدة التي تميز بها البادسي من خلال مؤلفه هذا . أما اليوم الثاني من الندوة فقد عرض الدكتور محمد العبوتي في بحثه "مصادر المذهب المالكي في الريف الممهد الكبير لابن الزهراء الورياغلي " حيث تحدث عن أهمية هذا المصدر في خدمة المذهب المالكي في الغرب الإسلامي كله ، وأما الدكتورعبد الهادي البياض فقد أبرز أن البلاد المغربية مدينة في وحدتها واستقرارها وتماسكها وانسجام مكوناتها للمذهب المالكي، الذي ظل عنوانا للأصالة الحضارية، ورمزا للوحدة المذهبية، والأمن الروحي، والاستقرار الاجتماعي والسياسي للمغرب الأقصى خاصة، ولمنطقة الغرب الإسلامي عامة ، وترسيخ أصوله وقواعده ومناهجه العلمية و المعرفية عموما . وقد عرفت هذه الندوة الثانية التي نظمها المجلس العلمي المحلي لإقليم الدريوش ، مشاركة باحثين وأساتذة جامعيين ومؤرخين ومفكرين، ساهموا في مناقشة محاور هذه الندوة المختلفة ، بمداخلات و أسئلة جادة و متميزة . هذا وقد ختم هذا الحفل العلمي الكبير بقراءة التوصيات وقراءة البرقية المرفوعة الى السدة العالي بالله مولانا أمير المؤمنين ، جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، ثم تلاها الدعاء الصالح لمولانا الإمام أيده الله ونصره . وقد تركت هذه الندوة العلمية صدى طيبا لدى كافة الحاضرين من العلماء و الأساتذة و الطلبة و عموم الحاضرين الذين أتوا إلى هذه الندوة بكثافة ملحوظة . تعليق