نظمت جامعة أنفيرس بلجكيا بتنسيق مع جمعية إبن سينا للعلوم بليل فرنسا و ومعهد الدراسات المغربية والمتوسطية وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية والقيادة الشعبية الإسلامية العالمية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو-، والمؤتمر الإسلامي الأوروبي ورابطة الجامعات الإسلامية، وبمشاركة وزراء وممثلين عن الحكومة البلجيكية والحكومة الجهوية لمنطقة الفلاندر، ونواب من البرلمان الأوروبي، وممثلين عن مجلس الصحافيين البلجيكيين، وعدد من المؤسسات العلمية والثقافية والدينية الأوروبية والإسلامية، ونخبة من الكفاءات الفكرية والأكاديمية والإعلامية من مختلف البلدان الأوروبية والعربية والإسلامية نظمت مؤتمرا دوليا حول موضوع ( مكانة الإسلام في أوروبا الجديدة ) على مدى ثلاثة أيام 29-30-31 أكتوبر 2010 تم من خلالها إصدار التوصيات التالية : 1. تثمين القرار البلجيكي المتعلق بالاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي عام 1974، الذي يعتبر بحق نموذجا متميزا ينبغي لدول الاتحاد الأوروبي الاحتذاء به، مع الدعوة الأكيدة إلى تفعيل بنود ذلك الاعتراف ومضامينه بشكل إيجابي وعادل، يمكّن المسلمين البلجيكيين بمختلف شرائحهم ومؤسساتهم من الاستفادة القانونية والتمويلية منه. 2. تأكيد أهمية إبراز القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان السماوية، مع الدعوة إلى التركيز على هذه القواسم المشتركة، والاعتماد عليها في صياغة وتحرير المواثيق والقوانين المستقبلية، بإشراك خبراء وعلماء متخصصين في العلوم الإسلامية وقضايا المسلمين في الغرب. 3. تجديد إدانة ظاهرة الإسلام وفوبيا والتشويه المتعمد للإسلام، مع تأكيد أن ترويج هذه الظاهرة في المجتمعات الأوروبية لا تخدم الاندماج الإيجابي للأقليات المسلمة والأجنبية فيها، بقدر ما يؤدي إلى الإساءة إلى شريحة مهمة من المجتمع الأوروبي، ومن ثم إقصائها من المشاركة البناءة في المجتمع. 4. تأكيد المؤتمرين ضرورة إعادة النظر في العديد من المصطلحات المستعملة في السياق الغربي، كالإرهاب والجهاد والتطرف والخطر الأخضر، وغيرها، وهي تلصق بالإسلام بشكل قدحي ومتعسف، يتعارض وتعاليم الإسلام الوسطي المعتدل، الذي يدعو إلى التسامح والتكافل والسلم. 5. اعتبار التوسع المجالي التدريجي الذي شهده الاتحاد الأوروبي، يطرح تنوعا في تعامل الدول الأوروبية مع الدين عامة، والإسلام خاصة، وهو تعامل يتراوح بين المرونة والتسامح، وبين الصرامة والإقصاء، لذلك يتحتم على الاتحاد الأوروبي أن يراعي هذا التنوع في التعامل مع الإسلام، ويستثمر تجارب الدول التي أفلحت في التعاطي مع الملف الإسلامي. 6. يؤكد المؤتمرون على المبادرة التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لإقامة اسبوع عالمي للوئام بين الأديان، وذلك في الاسبوع الاول من شهر شباط من كل عام، وذلك لأنها تعبر عن جوهر الاسلام ونظرته للآخر، ويدعون الى تبني مصطلح الوئام إضافة لمصطلحات التسامح والتعارف والتعايش … 7. يدعو المؤتمر إلى الاستحضار الدائم لمبدأ الثقة المتبادلة بين أوروبا والإسلام والعمل على نشره بين مختلف الشرائح الاجتماعية، عن طريق مؤسسات المجتمع المدني والمساجد والمدارس والوسائل الإعلامية، وغير ذلك. 8. ويدعو الى استحضار الجوانب الإيجابية والمشرقة في التعريف بالإسلام، مع الإشارة إلى أن الحالات المنحرفة حالات استثنائية تحدث في مختلف الثقافات والأديان، لا ينبغي أن تؤسس عليها الأحكام والمواقف الإعلامية والسياسية، التي من شأنها أن تسئ ليس إلى المسلمين فحسب، وإنما إلى المجتمع الأوروبي بشتى مؤسساته القانونية والحقوقية والأكاديمية. 9. كما يدعو إلى تبني خطة المجلس الأوروبي المعتمدة يوم 23 يونيو 2010، الداعية إلى رد الاعتبار إلى المكون الإسلامي داخل المجتمعات الأوروبية، عن طريق الحد القانوني من حملات الإساءة الظالمة التي يتعرض إليها الإسلام والمسلمون، كقانون منع الحجاب ومنع المآذن في سويسرا، والإساءة إلى المقدمات والرموز الدينية، مع التفعيل الجاد لمختلف التوصيات المتعلقة بتصحيح صورة الإسلام من الأفكار النمطية والأحكام المسبقة، المقحمة في التقارير الإعلامية والمناهج الدراسية والأعمال الأدبية والفكرية. 10. يشيد المؤتمر بكل مبادرات الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات، والتي تعزز المشترك الإنساني وتقوي أواصر العلاقات بين الأمم والتعايش بين الشعوب، وفي هذا الإطار يشيد المؤتمر بمبادرة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بإنشاء “كرسي الإيسيسكو للتكوين في مجال الحوار وتصحيح المعلومات الخاطئة عن الإسلام” بمعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية بمدينة ليل بفرنسا، وبجهودها في مجال الحوار بين الحضارات ومواجهة ظاهرة الإسلام وفوبيا وخدمة العمل الثقافي الإسلامي في الغرب. 11. ويؤكدون أهمية التعليم الإسلامي في تحقيق مقاصد الاندماج الإيجابي للمسلمين في المجتمعات الأوروبية، مع مراعاة المربين والمدرسين لمقتضيات فقه الواقع، التي ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار البعد الأوروبي لهوية المسلمين المستقرين في أوروبا، ومن هذا المنطلق يدعو المؤتمرون وزارات الاندماج والتعليم في الاتحاد الأوروبي، إلى العمل على صياغة مناهج تعليمية توازن بين متطلبات سياسة إدماج المسلمين ومقتضيات فقه الواقع. 12. تثمين مساهمة التعليم الإسلامي في استثمار المؤهلات الأخلاقية والنفسية والاجتماعية التي يدعو إليها الدين الإسلامي، قصد توجيه الشباب والأجيال الصاعدة توجيها سليما ومتوازنا، بعيدا عن السلوكيات الشاذة والأفكار المنحرفة، كالتعصب والغلو والكراهية والتطرف والعنف، وغير ذلك. 13. يؤكد المؤتمر دور المؤسسات الأكاديمية والبحثية في ضبط وضعية الإسلام في أوروبا، وتشخيص مكامن الخلل فيها، ومن ثم المساهمة في إيجاد حلول عملية وواقعية للإشكالات التي تطرحها، ودعوة الجهات الأوروبية المعنية إلى إشراك هذه المؤسسات باعتبارها طرفا مشاركا في اتخاذ القرارات المصيرية، وليس باعتبارها طرفا استشاريا شكليا. 14. دعوة الجامعات والمعاهد الأوروبية الحكومية والخاصة إلى الانفتاح على المؤسسات الجامعية والمراكز البحثية المؤسسة والمسيرة من قبل كفاءات مسلمة أوروبية، ومساعدتها على مستوى البرامج والمناهج الدراسية، واستعمال المكتبات، والتجهيزات المختبرية، وتزكية ملفات الاعتراف القانوني بشواهدها الجامعية. 15. تأكيد أهمية استفادة المسلمين الأوروبيين من مختلف الآليات والإمكانات القانونية والإعلامية، التي تخولها لهم القوانين الأوروبية، عوض السقوط في ردود الفعل الانفعالية والعاطفية، لتصحيح المغالطات التي تلصق بالإسلام، واعتماد وسائل الاحتجاج السلمي، والنقاشات الفكرية، والمتابعات القضائية، وتسجيل الشكاوى لدى مصالح الأمن ومراكز مكافحة العنصرية. 16. يتقدم المشاركون بالشكر الجزيل لكل من جامعة أُنفيرس ومعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية ومعهد الدراسات المغربية والمتوسطية (IMAMS) وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية على تنظيم المؤتمر، وعلى حسن الاستقبال والتنظيم وكرم الضيافة. 17. كما يشكر المؤتمر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- والحكومة البلجيكية والحكومة الجهوية لمنطقة الفلاندر، والبرلمان الأوروبي، ومجلس الصحافيين البلجيكيين، والمؤتمر الإسلامي الأوروبي ورابطة الجامعات الإسلامية، والمؤسسات العلمية والثقافية والدينية الأوروبية والإسلامية، والكفاءات الفكرية والأكاديمية والإعلامية المشاركة في المؤتمر، على إسهامها في إنجاح أعماله، وتحقيق النتائج المتوخاة من عقده