كما تعرفون، تتابع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور، بقلق كبير ما يعيشه المهاجرون والمهاجرات جنوب الصحراء من مآسي أبرزها ما يتعرضون له من هجوم للقوات العمومية المغربية عليهم وما يرتبط بذلك من انتهاكات لحقوقهم من إحراق لخيامهم وأغراضهم البسيطة واعتقال واحتجاز لم تسلم منه حتى النساء والأطفال والمرضى كما تنص على ذلك المواثيق الدولية ذات الصلة. ففي يوم الجمعة 13 مارس 2015م، قامت القوات المساعدة بمهاجمة نقطة تجمع المهاجرات والمهاجرين الأفارقة بمنطقة "لخميس اقديم" وشرعت- حسب شهادات الضحايا والمعاينات في عين المكان- في إتلاف حاجيات المهاجرين وإحراق الخيام البلاستيكية التي تأويهم داخل الغابة دون الانتباه لتواجد طفلة رضيعة لا يتجاوز عمرها الشهرين. ولولا تدخل والدة الطفلة لإخبار القوات العمومية المتواجدة بعين المكان بوجود الطفلة لحدثت كارثة إنسانية تتحمل فيها القوات التي أشعلت النيران كامل المسؤولية، وهو ما يعتبر تعريضا لحياة مهاجرين أطفالا ونساء للخطر. كما أن القوات العمومية، عند قيامها بإحراق هذه البيوت البلاستيكية، لا تأخذ بعين الاعتبار تواجد قنينات الغاز الصغيرة بعين المكان والتي تشكل، في حالة انفجارها، خطرا كبيرا على كل المتواجدين بعين المكان وعلى الثروة الغابوية. وبالرغم من هذه التجاوزات، قامت القوات العمومية بخروقات أخرى تمثلت في اعتقال هذه الأم رفقة رضيعتها إضافة إلى 5 نساء أخريات من بينهن أم حامل في شهرها الثامن وتعريضهن –حسب شهاداتهن- للسب والشتم قبل تسليمهن لقوات الدرك الملكي بمقر القيادة الجهوية حيث ظللن معتقلات طيلة يوم الجمعة، ولم يطلق سراحهن إلا في حدود الساعة السابعة مساء. إن مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور، إذ يثير انتباه المسؤولين وكذا المتتبعين من صحافة وجمعيات مهتمة لخطورة هذه التصرفات التي يقوم بها أفراد القوات المساعدة والتي سبق أن راسل بخصوصها عامل عمالة إقليمالناظور وكذا وزير الداخلية (مراسلة عدد 86 و87-2014 بتاريخ 26 نونبر 2014)، وطالب بالتوقف عن عمليات الإحراق لما تشكله من خطر على حياة وسلامة الأطفال والنساء المهاجرات وعلى المحيط البيئي والكف كذلك عن إتلاف وإحراق حاجياتهم أثناء العمليات التمشيطية والتي تضاعف من معاناتهم نتيجة الحرمان والتشرد وضمان حقهم في معاملة إنسانية لا تتعارض مع ما صادق عليه المغرب من اتفاقيات دولية وتشريعات وطنية. عن المكتب رئيس الفرع: عبد القادر العالمين تعليق